تنظم جمعية العلامة الجمالية يوم السبت 5 ماي 2018 بقاعة نداء السلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة ندوة علمية لمقاربة خصوصيات الكتابة الشعرية عند الشاعر عبد السلام بوحجر في محور “من الرؤية الشعرية إلى المنجز النصي” ندوة تحاول القراءات والشهادات المبرمجة في إطارها الإحاطة بمختلف الجوانب الجمالية والثقافية التي تميّز كتابة الشعر عند هذا الشاعر المبدع الذي تمكّن خلال عقود من الكتابة أن يحقق ارتقاء جماليا مطردا، ويحظى باهتمام نقدي متواصل، ومما جاء في كلمة رئيس الجمعية بخصوص هذه الندوة التي أفردت محتوياتها للشاعر ” أن جمعية العلامة الجمالية، محفل ثقافي وتربوي يساهم من موقع المسؤولية التاريخية في الاحتفاء بمختلف مكونات الثقافة المغربية بتنوع مصادرها، وتعدد أصواتها، باعتبارها مقومات ثقافية متنوعة ومتعددة، ساهمت، وتساهم في تشكل خصوصية الهوية الثقافية واللغوية الخاصة بالإنسان المغربي، ونشرها، والتعريف بها. وتحرص على أن تكون في مستوى تكريس مبدأ الاحتفاء بالرؤية الثقافية وليس الحدث الثقافي: الرؤية الثقافية من حيث هي مجموعة من الاقتناعات بخصوص الراهن الثقافي ومآلاته، وصيغ المشاركة البناءة لإرساء ثقافة هادفة، وبناءة، ومسؤولة؛ والحدث الثقافي من حيث هو عرض لهذه الرؤية وليس الغاية، الحدث من هو تعبير يترجم الرؤية. من عمق هذا التصور، ومن تفاصيل تفعيله الميداني، تأتي فعاليات هذا اليوم الدراسي الذي خصصه لهرم من أهرام الكتابة الشعرية المغربية والعربية، شاعر منذ أن قرع “أجراس الأمل”، وتجاوزه الثقافي والفني ل “إيقاع عربي خارج الموت”، حتى بلوغه أوج “الغناء على مقام الهاء”، كان دائما يمتلك تلك القدرة الجمالية والثقافية التي كان يغزل بها: “.. الصورة والفكرة والإيقاع والكلمة.. كي يصنع شعرا” لهذا لم تعترض طريقه “الصخرة السوداء”، ولم تمنعه “أزهار الحصار” من أن يسطع قمرا أطلسيا في مواعيد متعددة، ليغني على مقام الهاء، فهو لَهُ: “.. وَلَه مفزع في القصيدة أفرغها من سلاسلها المثقلات وحمّلها شحنات الحياة وأجراسها المشتهاة ونادى الحصان الذي يرتدي دمه أن يعض على الصرخات ليمتشق الحلم من عدسات النجوم إنما عندما أثقلته الهموم ونمت في جوانحه جمرة الروح جمّد أشعاره.. في العمل ثم أجّل كل تفاصيل هذا الشعور فاكتفى بالحضور واختفى في الجذور من هنا يكون الاحتفاء بالشاعر عبد السلام بوحجر، احتفاء بقيم الاستمرارية الجمالية، والثبات الموقفي، ونزاهة الرؤية والقيمة، لقد أسس هذا الهرم كيانه الجمالي بالنحت في ذاته، وليس بغير ذلك، فتوج في أقطار عربية جعلت ظلم ذوي القربى “أشد مضاضة، على النفس من وقع الحسام المهنّد”. ولعل هذا الاحتفاء قد يبرر للشاعر بعضا من ثغرات التقدير، وشيئا من قساوة التدمير. وفي هذا الاحتفاء الذي أردناه طبيعيا ساهمت مجموعة من الأقلام التي تعشق الشاعر عبر شعره، والتي تكنّ لذاته كل التقدير والمودة، وتعرف لشعره قدره الجمالي والثقافي”. وللإشارة فالندوة تستضيف على مستوى القراءة النقدية مجموعة من الأسماء النقدية الهامة، مثل الدكتور مصطفى الشاوي، والأكاديمي مصطفى سلوي، والشعراء الباحثين محمد ماني، الطيب هلو، إسماعيل علالي، والكاتب والناقد المسرحي بنيونس بوشعيب، والكاتب المسرحي لحسن قناني، وعلى مستوى الشهادات كل من الدكتور العراقي عبد جاسم الساعدي، والشاعرة المغربية أمينة لمريني، والشاعر زبير خياط.