و تشكو الفراغ ْ و تُرسل أحزانها قرابيناَ للمللْ و يُنبت العشب على ترابها ورداً أسوداً يسائل الغمامْ عن ريح تجيء بلا مطرْ كي تنبت الخريف نسيماً يهبُّ بلا أملْ . ****** تُشبهني هذي المدينة و تزفني للريح تموزاً ينبت الضبابْ حجارةٌ أنا تحملني المدينة بلا منٍّ أحيا فيها بلا شُكْرٍ و أزيد أحزانها حزناً دون حياءْ فأكون كما أنا صفراً على اليسارْ لا فائدة ترجى و لا أملْ . ****** ذكّر المدينة أني ما عُدت حُلْمها بئيسُ الرجاءِ يُطيلُ سُقمها يشيخُ بوجهي الصباحْ خُضابُ يديها يلفني و أنا العاجزُ يسافرُ حلمي فأبقى أڜُدٌ الزمانْ و أُعيد الماضي بخوراً يُعطرُ حاضري و يُزكي المساء حين تمر الرياحْ لا ذكرى لهذه المدينة تُسليها أو تحييها رَحل التاريخُ و لا ذكرىً أسْقطتها الركبانْ شدّتْ رحالها الحبيباتُ و طوَتْ أسرارها الكثبانْ تُقطِّعُ بَوْحها النسائمُ حصىً تحمله الريحُ بلا أملْ . ****** يا باكيَ المدينة عُجْ على ليلها و اسأل أنجم السماء عن ماضيها و عن قوافلٍ قتلت هاديها لتُحيي الأملْ مرَّ الزمان و أنت القبيلةُ تكتبُ التاريخَ على هواكْ و تُغِيرُ بلا حربٍ تُعدِّدُ المعارك مِلْأ شِدْقيكْ لترضَى الولائمُ لتصير الجدران خياماً قيعانها الموائدُ و الوهمْ و أنت البغيضُ لا حرمة للصُّبْح ِ لديكْ تبيعك القبيلة لتشتريكْ و تميلُ قبل الريحِ لترسُوَ المراكبُ بعينيكْ لتصيرَ القبيلةُ موتاً يحمله الماضي لتقتُلَ الحاضرَ بيديكْ . ****** يا من يُجمِّلُ المدينة ليَسْتُرُ قُبْحَها خانتكَ الحبيباتُ يوم خُنتها لا عشقَ للمدينة تحفظهُ سرقَ النفاقُ سِرَّها لا سحر للعيون يُغْري مَحَتِ القبيلةُ كُحْلَها فأَقِمِ الليلَ لتَشْقى ستبقى الحبيباتُ وزْرَ يديکْ يموت الهوى دون الجدائلِ و تولدُ العوانسُ من العوانسِ ِ لتسعَدَ القبيلةُ و أنت تشربُ الشاي ثلاثاً بلا أَمَلْ .. ****** عيسى الدبا عيون الساقية الحمراءْ