بناء على تقرير جديد قدمته شركة أبحاث الأعمال العالمية إنفومنيوالمتخصصة في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط؛ هناك ازدياد في أهمية منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لأغلبية شركات فورتشن 500. يركز التقرير على الشركات المتعددة الجنسيات المتواجدة بالفعل، أو المتطلعة إلى دخول سوق الشرق الأوسط وأفريقيا. فعلى الصعيد العام، أظهرت مقارنة بين عامي 2015 و2016 أن هناك زيادة بنسبة 17% في عدد شركات فورتشن 500 في المنطقة، مع تصدر جوهانسبرغ كأكثر وجهة أفريقية جاذبة. كما يتضمن تحليل إنفومنيو الحضور الإقليمي للشركات متعددة الجنسية في المنطقة، بالإضافة إلى المدن الأكثر رواجا من ناحية اختيارها كوجهة، والعوامل المؤثرة في اختيار منطقة، أو دولة، أو مدينة معينة. ويُظهِر كل عامل النمط الفعال للنمو في المنطقة، واهتمام شركات فورتشين 500 بالتواجد في أفريقيا والشرق الأوسط. وفي عام 2016، أسست 196 شركة من فورتشن 500 مقرات إقليميه لهم في المنطقة. بالنسبة للشرق الأوسط، كانت دبي اختيار أغلبية الشركات، حيث أسست 138 شركة مقرات لها بالمدينة. كما اتضح أيضا وجود تنامي في الشركات التي تغطّي أعمالها بالشرق الأوسط وأفريقيا من خارج المنطقة من خلال تأسيس مكاتبها الإقليمية في مدن كلندن، وبروكسل، وباريس، وكانت هذه الزيادة من 22 شركة إلى 38. وتعتبر الوجهات الرائدة إقليميا لشركات فورتشن 500 هي دبي، وجوهانسبرغ، والدارالبيضاء، ونيروبي، ولاغوس، والقاهرة. كما يلعب نوع الصناعة أيضا دور محوري في اختيار المدن والدول. فتميل شركات الخدمات المالية إدارة أنشطتها في إفريقيا والشرق الأوسط من لندن، أما شركات التكنولوجية فتفضل التوجه إلى الدارالبيضاء ولاغوس. مع العلم أن لاغوس تعد الوجهة المفضلة لشركات فورتشن 500 (12 شركة حاليًا) لإدارة أعمالها فيمنطقة غرب أفريقيا.. هذا ويتضح أيضا أن شركات صناعة السيارات والرعاية الصحية تتجه إلى التواجد بداخل الشرق الأوسط وأفريقيا، في حين أن شركات التكنولوجيا تتجه إلى التواجد خارج المنطقة. أمّا نيروبي فتعد الوجهة الرائدة لشركات السلع الاستهلاكية، كما تعد أيضا الاختيار الأمثل للشركات التي تسعى للعمل بشرق أفريقيا. وبينما تظل دبي وجوهانسبرغ أشهر الوجهات بصورة عامة، تزداد شهرة كلا من الدارالبيضاءونيروبي من حيث الأهمية والوعي الدولي بهما. هذا وتمتلك الدارالبيضاء أعلى معدل نمو بصورة عامة، بينما دبي هي الأعلى من حيث عدد الشركات. كما تضاعفت عدد المقرات الإقليمية للشرق الأوسط وإفريقيا في لندن بثلاث مرات، فتعتبر هي الأخرى وجهة مميزة للمنطقة. فنظرًا لتوافر المواهب في المدينة وموقعها الجغرافي القريب نسبيا، تلعب لندن دور المحطة الأولى للشركات نحو سوق الشرق الأوسط وأفريقيا؛ بالأخص إن كانت تأتي هذه الشركات من اليابان أو أميركا الشمالية. كما تؤثر أيضا عوامل عدة على اختيار الشركات لمدن معينة. من هذه العوامل إمكانات السوق المحلية، ونضج الصناعة، والمنافسين الحاليين، والاستقرار السياسي، ونوعية سوق العمل، وغيرها. فيعتبر تحديد مدى جاذبية المدن بناء على هذه الخطوط الواضحة ضمانا على استثمار مستقر ومربح لشركات فورتشن 500. وتأتي كل من دبي، وجوهانسبرغ، والدارالبيضاء، ونيروبي في مقدمة المدن الأكثر جاذبيه، بينما تأتي القاهرة، وباريس، والجزائر، وكيب تاون في نهاية الترتيب.