حتى أيام قليلة لم تكن معروفة خارج بلدها إيران، ولكن بعد خطابها الذي ألقته أمام مئات الآلاف من المحتشدين في جنازة والدها الجنرال، قاسم سليماني، يوم 6 يناير/كانون الثاني، أصبحت زينب سليماني اسما معروفا. كانت زينب تتكلم وحشود من الرجال والنساء تستمع لها وتهتف شعارات تؤيد كلامها. لا تتوفر حتى الآن معلومات مؤكدة عن الشابة التي بدت متماسكة وقوية أثناء إلقائها كلمة بثها التلفزيون الرسمي، لكن وكالة الجمهورية الإيرانية للانباء (ارنا) قالت إن ابنة سليماني « معروفة بنضالها ونشاطها الكبير بالرغم من صغر سنها »، دون توضيح مزيد من التفاصيل عن هذا الدور. وتتناقل تقارير إعلامية أن زينب بعمر ال 28. ظهور ابنة زعيم بارز في الأوساط الشيعية المحافظة ليس بالأمر الجديد؛ فاللبنانية فاطمة ابنة عماد مغنية، القائد العسكري في حزب الله اللبناني والذي اغتيل في دمشق عام 2008، تلقى خطبا في مناسبات عدة. ويشير الصحفي في بي بي سي الفارسية، مهرداد فرهمند، في هذا الصدد إلى أمثلة من الموروث الشيعي قائلا: « رأينا أثناء زيارة الرئيس روحاني لمنزل عائلة قاسم سليماني ثلاثة أبناء في عمر الشباب هما شاب وصبيتان. لكن زينب وحدها هي من تحدثت علنا. يبدو أن اختيارها كمتحدثة باسم العائلة لم يكن صدفة، لكنه على الأرجح كان خيارا مدروسا. فمن الطبيعي أن كلمات ابنة فقدت والدها للتو تلامس القلوب، لكن الأهم هو أنها – ولو باسمها فقط – قد تذكر الناس بالسيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب. حيث يحتفي الشيعة بما ورد في أدبياتهم من خطاب جريء للسيدة زينب عندما أخذت أسيرة إلى دمشق بعد كربلاء ووقفت عندها بمواجهة الخليفة ». كما تحدثت في تسجيل مصور ابنة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، الذي قتل مع سليماني في الضربة الأمريكية التي نفذتها طائرة بلا طيار. ففي التسجيل الذي عرضته قناة الميادين اللبنانية، قالت ابنة المهندس: « أسأل الله أن يستمر هذا الطريق، وحتما سيستمر لأن بابا وأخاه وحبيبه وعزيزه الحاج قاسم سليماني بنوا جيوشا. بنوا مؤسسات ولم يبنوا أشخاصا فقط. أسسوا عقيدة ». ويضيف الصحفي أن زينب سليماني كانت نشيطة على موقع انستغرام الذي أغلق حسابا لها في شهر نيسان/أبريل العام الماضي وآخر في في شهر أيلول/سبتمبر من العام ذاته. « اثأروا لوالدي » وفي كلمتها أمام الحشود، توعدت زينب الولاياتالمتحدة وإسرائيل بمواجهة « يوم أسود » نتيجة قتله، وفقا لوكالة أنباء رويترز. كما التمست دعم من أسمتهم بال « أعمام » في دول الجوار. هذه أبرز رسائل زينب سليماني للعالم بعد قتل والدها: وصفت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ب « لاعب القمار »، كما كان يسميه والدها، وخاطبته قائلة: « إن خطتك الشيطانية في إراقة دماء الرجلين العظيمين من العراقوإيران لم تؤد إلا إلى اختلاط الدم العراقيبالإيراني وترسيخ هذه العلاقات بين الشعبين. كما جعلتهم يكرهون أمريكا للأبد ». وقالت: « إن عائلات الجنود الأمريكيين في غرب آسيا الذين شهدوا إذلال أمريكا في ساحات المعارك في سورياوالعراق ولبنان واليمن وفلسطين سيمضون أيامهم ينتظرون موت أبنائهم. يا ترامب المعتوه أنت رمز الجهل ولعبة في أيدي الصهيونية ». كما أضافت: « اليوم يرفع سليمانيو المقاومة رسالتهم. عمي العزيز السيد حسن نصر الله رفع رسالته. إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)، وزياد نخالة (الأمين العام لحرکة الجهاد الإسلامي الفلسطينية)، و(الرئيس السوري) بشار الأسد؛ وأبو حسن (هادي) العامري (القائد البارز في كتائب الحشد الشعبي العراقية)؛ و(زعيم الحوثيين في اليمن) عبد الملك الحوثي.. كل واحد من هؤلاء مثل والدي، قادر وحده على تدميرك. كلهم سيرفعون رسائلهم ». وفي مقابلة مع قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني قالت: « اسلم علي سيد المقاومة، عمنا الذي أعلم أنه سيثأر لوالدي. كل جماعات المقاومة يجب أن تثأر للحاج قاسم (سليماني). كان والدي يأخذ بثأر كل مظلوم سال دمه. خذوا بثأر الشهيد الذي كان يأخذ بثأر كل شهدائكم. يجب على القذر ترامب أن يعلم أنه بقتله والدي فإنه في الواقع يعطي حياة جديدة لنا جميعا. لم تكن ندا لوالدي ولم تكن لديك جرأة مواجهته وجها لوجه ».