كتائب 'البيجيدي' الالكترونية، على مواقع التواصل الاجتماعي، التزمت الصمت السلبي على الضجة التي أثيرت مؤخراً، بسبب تطاول التلفزيون التركي الرسمي على الوحدة الترابية للمغرب، بمادة إعلامية غير محسوبة، قبل أن تصحح دولة تركيا الأمر وتعتذر للمغاربة بشكل رسمي. قبل أيام قليلة كان مغاربة بمختلف توجهاته يستنكرون ما أقدمت عليه قناة TRT التي نشرت مقطع فيديو عن الانفصالية أميناتو حيدر، مشبهة إياها ب'غاندي الصحراء'، كما وصفت المغرب ب'المستعمر'. كل هذه المستجدات لم تحرك كتائب 'البيجيدي' المعروفة بتهويل مواضيع وأحداث على المنصات الاجتماعية وترويجها بكثافة، لكن قضية القناة التركية وضعتها في وضع الصامت، رغم أن الموضوع يمس القضية الوطنية الأولى، فيما تساءل مغاربة عن السر وراء صمتهم ولماذا لا تحرك على سبيل المثال حملة لمقاطعة المنتوجات التركية؟ لرد الاعتبار، على غرار ما تقوم به في كل مرة مع شركات مغربية وسياسيين مغاربة يخالفونهم الرأي والتقدير. تركيا تعتذر للمغاربة في سياق متصل، وبعد الضجة التي أثيرت حول الموضوع، فقد ألقى هذا الأخير ضلاله على اللقاء الذي جمع أمس الخميس، بالرباط، كلا من وزير الشؤون الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وأكدت تركيا، مجددا، 'دعمها الكامل' للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشددة على أن أنقرة تؤيد التسوية السلمية لجميع النزاعات. وقال مولود تشاووش أوغلو، خلال ندوة صحفية مشتركة مع ناصر بوريطة، 'إننا ندعم بشكل كامل الوحدة الترابية لبلدنا الشقيق المملكة المغربية'. وبعدما أعرب عن أسفه 'لسوء الفهم' بخصوص شريط فيديو بثته إحدى القنوات التلفزية التركية، والذي تم تصحيحه، حرص الوزير التركي على التأكيد على أن موقف تركيا وحكومتها 'واضح جدا' بخصوص الوحدة الترابية للمملكة. وشدد قائلا: 'لا ندعم أي مجموعة انفصالية ولا أي أجندة، وأي مشكل يجب أن يتم تسويته، بالطبع، بطريقة سلمية، إنه موقفنا المشترك وسنواصل دعم ليس فقد الوحدة الترابية لبلدنا الشقيق المملكة المغربية، ولكن أيضا استقرار وأمن هذا البلد المهم جدا بالنسبة إلينا، وبالنسبة للعالم الإسلامي، ولهذا الجزء من العالم'.