انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 3 دجنبر 2019 فعاليات المؤتمر الدولي للأدب المغربي المكتوب باللغات العربية الفرنسية والانجليزية الذي يتواصل على مدار يومين بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال . وأعطى انطلاقة المؤتمر نائب رئيس الجامعة عبد المجيد زياد الذي شكر المنظمين مؤكدا أهمية الملتقى الأدبي الذي يدخل في سلسلة من الملتقيات العلمية التي تنظم بمختلف مؤسسات الجامعة وخاصة بكلية الآداب التي تتبوأ صدارة الأنشطة العلمية . من جانبه قال عز الدين نزهي نائب عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية أن المؤتمر يستمد قوته من كونه يدفع بقوة بالأدب المغربي المكتوب بألسنة مختلفة. وقال عبد الرحمان غانمي مدير مختبر السرد والأشكال الثقافية والتخييلية أن الملتقى الأدبي يندرج في إطار المشروع الفكري والأدبي للمختبر وتطلعات واهتمامات ماستر السرد والثقافة بالمغرب، مضيفا أنه رغم الاكراهات التي جعلت مؤتمرا وطنيا كبيرا كالذي تحتضنه الكلية مهددا بالتوقف ، إلا ان انخراط الطلبة والأساتذة الغيورين ودعمهم المادي والمعنوي أنجح المؤتمر . وأبرز كل من عبد العزيز فارس ومحمد بلشهب وإدريس جبري عن اللجان العلمية والمنظمة أهمية الملتقى الأدبي لدراسة الثقافة المغربية من جوانب مختلفة أهمها السرد والابداع بمختلف أشكاله ولغات كتابته. وعدد عثماني الميلود، في الجلسة الأولى التي كان عنوانها السرد ولغاته ، و التي ترأستها فاطمة الزهراء صالح صور شعرية الهذيان في محكي الطفولة المغربي، الذي يتجاوز التيمة إلى كونه خاصية أساسية من خصائص الكتابة السردية ، وقدم نماذج عند كل من الشرايبي في الماضي البسيط ، و الخطيبي في الذاكرة المشؤومة ، و شكري في الخبز الحافي ، معتبرا أن هذه الأعمال الثلاثة ساهمت في رسم صورة الطفل المغربي قبل الإستقلال ، مع اختلاف نمط الصورة المرسومة لهذا الطفل ، فهو عند إدريس الشرايبي متمرد ، أما عند الخطيبي هو طفل مصفى من الاستعمار، أما عند شكري فهو طفل مارق. من جهته قال عبد الرحمان امحيريك أن غاية الابداع ليست محصورة في اللغة بل يجب أن تقوم على رؤية للعالم، وتغيير الواقع، وضرورة الاهتمام بمن كتب الابداع ولمن كتب هذا الابداع مقدما نماذج من أعمال ادريس الشرايبي ومحمد برادة. ووقف الشرقي قرقابة عند لغة الكتابة والابداع مؤكدا أن الكتابة بلغة معينة ليس كافيا للحكم على ابداع ما بكونه مغربيا أو غير ذلك. وترأس الجلسة، التي كان عنوانها الأدب والثقافة ،عبد الرحمان غانمي ، وتحدث فيها شعيب حليفي عن الذات والمجتمع في الأشكال السيرية بالمغرب موضحا أنه يفضل مفهوم التعايش على مفهوم الانفصال ، ومفهوم التعايش داخل هوية واحدة ، كاشفا أن الكتابات وإن كانت بلغات متعددة فهي تشترك في القيم التي انبنت عليها وهي التعبير عن الذات خاصة وعن المجتمع عامة بمختلف طبقاته . وقدم عبد الحفيظ أرحال نماذج لكتابات مغربية باللغة الفرنسية والتي قال أنها تستمد قوتها وخصوصيتها من ثقافة ومكونات هوية الكتاب الأصلية ، حيث المرجعية العربية والاسلامية طاغية في العناوين والمفاهيم فلا وجود لليلة القدر ولا حرودة ولا غيرها من الكلمات ذات الأصل الثقافي المغربي. وطرحت لطيفة المسكيني إشكالية تحقيق الشعر لهويته من خلال اللغة ، وكيف تحقق اللغة هويتها من خلال الشعر، معتبرة أن اللغة والهوية خاصيتان متلازمتان للإنسان ، وقدمت مقارنة للغة الشعرية بين إليوت وأدونيس . وختمت الجلسة بمداخلة للباحثة ابتسام الهاشمي حول تجلي الثقافي في التخييل السردي المغربي باللغة العربية والفرنسية مقدمة تأريخا لبعض الأعمال الأدبية المغربية بتجليات متعددة منها التجلي الاجتماعي والديني والتراثي ، موضحة أن « الزاوية » وسبحة العنبر » و فسيفساء باهتة كتابات تخييلية لكتاب مغاربة تتباين لغاتهم وكتاباتهم غير أنهم يتحدون في مكان سردياتهم وزمانها ، قبل أن يشارك الأساتذة والطلبة في إغناء محاور الجلستين الأولى والثانية بمداخلاتهم وتفاعلاتهم .