قال وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، اليوم السبت بطانطان، إن موسم طانطان يعد نافذة على ثقافة الصحراء الغنية والمتنوعة بالألوان والعطور وقيم التعايش والتسامح. وأضاف الأعرج، في كلمة خلال الافتتاح الرسمي للدورة ال15 للموسم الذي تنظمه مؤسسة ألموكار تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الى غاية 19 يونيو الجاري، إن هذا التجمع الثقافي يعد نافذة أيضا على ‘القيم التي ينثرها الإنسان الصحراوي في ساحة ‘السلم والتسامح' التي اكتسبت بدورها روحا وذاكرة ترتوي من منابع الثقافة الحسانية'. واعتبر أن ‘سنة التطور شاءت أن يتفرع المهرجان عن جذوره وأصالته ويكتسب ممارسات أخرى ويستقبل ضيوفا مميزين يحملون صوته خارج الحدود وزوارا قادمين من مختلف جهات المملكة لتذوق طعم الصحراء'، منوها، في هذا الصدد، باستضافة موريتانيا ضيف شرف على هذه الدورة. وتوقف عند ‘لفظ الموكار وما يحمله من معاني اللقاء والطابع الأصلي لقيم التعايش والتسامح والتعاون البناء التي تحول كل وسائل وأدوات وأغراض الموسم من خيمة وجمل وشاي إلى معاني الكرم والوصل والتبادل'. ودعا إلى الاقتداء بهذه المعاني "في زمن القطائع' وكذا ‘الصبر والجهد من أجل متعة اللقاء وقدراته على طي المسافات والحدود من أجل الالتفاف حول فسحة إنسانية راقية'. وأكد، من ناحية أخرى، أن وزارة الثقافة ‘تواصل سياسة المحافظة على مختلف تجليات التراث الثقافي الوطني وإدراجها في مسلسل التنمية، وتنفيذ برنامج المكون الثقافي ضمن اتفاقية التنمية المندمجة للأقاليم الجنوبية التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس'. من جانبه، أعلن وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية،ئ محمد ولد محم، عن دعوة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد عبد العزيز، المملكة المغربية لتكون ضيف شرف على مهرجان المدن القديمة بمدينة شنقيط التاريخية المزمع تنظيمه نونبر المقبل والذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية سنوية بموريتانيا. وأبرز محمد، في سياق ذي صلة، أن الفضاء الثقافي للصحراء لم يكن في يوم من الأيام فضاء وحيد الثقافة بل كان فضاء غاية في التنوع تلاحمت أعراق مختلفة داخله وأنتجت، رغم أقسى الظروف المناخية، حضارتها وتراثها وحكمتها وقيمها الخالدة. واعتبر أن هذه المنطقة التي تعد من أقسى مناطق العالم مناخا وشظف عيش كسرت قاعدة التناقض بين الحضارة والبداوة وصارت من أكثر مناطق العالم ازدحاما بالعلماء وفطاحلة الشعراء والمتصوفة العارفين. وأشاد، من ناحية الأخرى، بالعلاقات الموريتانية المغربية الضاربة في جذور التاريخ وبالتأثير والتأثر الإيجابي بين البلدين الذي صار سمة العلاقة وطابعها. من جانبه، قال رئيس مؤسسة ألموكار، محمد فاضل بنيعيش، إن موسم طانطان يعد محفلا ثقافيا فريدا على المستوى الإقليمي والإفريقي والعالمي ومناسبة للاحتفاء بالتراث البيضاني الصحراوي في كل تجلياته وعناصره. وشدد التأكيد على حرص المؤسسة على مواكبة كل مبادرة من شأنها الحفاظ والتعريف بالتراث البيضاني الحساني سواء على الصعيد المحلي والجهوي أو الوطني أو الدولي. وذكر، في هذا الصدد، بحضور المؤسسة كشريك مع جميعة رباط الفتح في الدورتين السادسة والسابعة للمهرجان المغربي الإيطالي والتي تمثل الهدف من المشاركة فيه بالتعريف بألموكار لدى الأوربيين والجالية المغربية بأوربا، والتعريف بمؤهلات جهة كلميم وادن نون الاقتصادية وفرص الاستثمار فيها وبإقليم طانطان للمستثمرين. وحضر افتتاح المهرجان وفد حكومي يرأسه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ويضم وزير السياحة والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي والصناعة التقليدية، محمد ساجد، وكاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي والصناعة التقليدية، المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، جميلة المصلي. ويشتمل برنامج الدورة 15 لموسم طانطان على العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها التراثية والرياضية والفنية والسوسيو-اقتصادية، وخيام موضوعاتية، وعروض فلكلورية (سباقات الإبل والفروسية)، إلى جانب سهرات فنية وموسيقية، وكرنفال استعراضي تشارك فيه فرق محلية ووطنية ودولية، ومعرض للصور تؤرخ لموسم طانطان. وتشارك الإمارات العربية المتحدة في فعاليات هذه الدورة، وذلك من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي. وتم تصنيف موسم طانطان، سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن "روائع التراث الشفهي الغير مادي للإنسانية"، والمسجل سنة 2008 بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي الغير مادي للإنسانية.