بالنسبة للمغاربة المقيمين في حاضرة كبرى مثل مونريال، فإن شهر رمضان لا يمكن اختزاله في مجرد الإمساك عن الطعام ، بل يعد مناسبة للاحتفاء بقيم المشاطرة والتعاضد والعيش المشترك. وتشكل حفلات الإفطار الجماعي، و"القفة الرمضانية" و المسابقات القرآنية والأمسيات الدينية والندوات حول قيم وتعاليم الإسلام كدين للتسامح والتضامن، نماذج للأنشطة والمبادرات العديدة التي تتنافس الفعاليات المسلمة في كندا من خلالها لبسط يد العون للمحتاجين وإبراز الفضائل والقيم الإسلامية الحقة، والتواصل بين أفراد الجالية من أجل تحقيق اندماج أمثل عنوانه "التجذر داخل مجتمع الاستقبال دون انسلاخ عن الهوية الأصلية". وتجسيدا لهذه الدينامية السوسيو ثقافية، أعد المركز الثقافي المغربي في مونريال "دار المغرب" برنامجا غنيا ومتنوعا بشراكة مع المركز الإسلامي بالمدينة. وأفاد جعفر الدباغ، مدير المركز، أن هذا الأخير يعتزم إقامة حفل إفطار في مدينة كيبيك واثنين آخرين في مونريال لفائدة الشباب المغاربة والكيبيكيين والنساء المعوزات، بتعاون مع جمعيات المغاربة المقيمين في كندا، فضلا عن تنظيم النسخة الثانية من مسابقة القرآن الكريم. كما يتضمن برنامج المركز أمسية في فن الملحون، وحفلا للأطفال بمناسبة ليلة القدر ، بالإضافة إلى الدورة الثانية ل "إفطار دار المغرب" بمشاركة ممثلين عن الديانات الثلاث وشخصيات من عالم الدبلوماسية والفن والثقافة. وتحت شعار "الحوار والاندماج" ، ستنظم مجموعة "أطلس ميديا" النسخة السادسة عشرة لحفل "إفطار" احتفاء بالذكرى السابعة عشرة لتأسيس هذه المجموعة الإعلامية في كيبيك. وأوضح المنظمون أن هذا الحفل هو في الواقع لقاء متعدد الأديان "من أجل تعزيز قيم العيش المشترك وتكريم شخصيات قدمت أعمالا جليلة خدمة للاندماج والتنوع والتماسك الاجتماعي الحقيقي". كما تعتزم الجالية المغربية القيام بعدة مبادرات تضامنية من قبيل التوزيع المجاني لوجبة الإفطار طيلة الشهر الكريم في العديد من المساجد بمونريال. وقد شرعت لجان تضامنية تم إحداثها منذ سنوات بفضل سخاء المانحين والمتطوعين ، في العمل قبل أسابيع من حلول الشهر الفضيل لضمان استمرارية هذا العمل التضامني. وقالت نجاة زاهد، العضو بإحدى المنظمات غير الحكومية، إن أزيد من مائة أسرة معوزة ،مسلمة وغير مسلمة، ستستفيد من المبادرة التضامنية "قفة رمضان" التي تشرف عليها المنظمة ، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات تتطلب إدارة فعالة لتوفير المساعدات وتكييفها مع حاجيات المستفيدين. وفي شق آخر يعكس القيم الحقيقية للتضامن والقرب الاجتماعي ، تسطر المساجد بمناسبة الشهر الفضيل برامج مكثفة تشمل مسابقات وأمسيات قرآنية ودروسا في التوعية الدينية يقدمها مجموعة من الأئمة الوافدين من المملكة. من خلال هذه الأنشطة والمبادرات المتنوعة التي تكتسي زخما أكبر في رمضان، شهر التضامن والتكافل الاجتماعي، تؤكد الجالية المغربية في كندا حرصها على إضفاء أجواء تحاكي تلك التي تطبع هذه المناسبة الدينية في الوطن الأم. * و م ع