لأن المناسبة شرط، ومع ترقب الزيارة التاريخية، لضيف المملكة المغربية الكبير، البابا 'فرانسيس' غدا السبت، يطفو إلى السطح تساؤل مهم كان ولا يزال يشغل بال الكثيرين، وهو موقف الحركات الإسلامية وخاصة في المغرب، من 'غير المسلمين' ولاسيما معتنقي الديانة المسيحية، بعد خروج أعداد منهم عن صمتهم للدفاع عن حريتهم في المعتقد وممارستها في العلن.. فهل تعترف الحركات الإسلامية المغربية ولاسيما حزب العدالة والتنمية بالمسيحية؟، وهل مازال دعاة وقيادة 'البيجيدي' تنظر إلى معتنقي ديانة النبي عيسى بمنظار التراث الفقهي وتعتبرهم 'كفارا'؟. إن المتتبع للحركات الإسلامية باختلافاتها، يقر بأن كل مواقفها من القضايا المجتمعية تغرف من التراث الفقهي للقرآن والسنة، دون الأخذ بعين الاعتبار السياقات الراهنة ولاسيما فيما يخص قضية حرية المعتقد ونظرة أصحاب 'الإسلام السياسي' لمخالفيهم من الديانات الأخرى خاصة اهل الكتاب، والذين يصفونهم ب'الكفار'. و كثيرا ما تستدل الحركات الإسلامية في هذا الصدد، بالآية الكريمة 'ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين'، وكذلك الآية 19 من سورة آل عمران، 'إن الدين عند الله الإسلام'، فضلا عن الآية 73 من سورة المائدة: 'لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم'.. وهي كلها آيات وغيرها من الأحاديث المختلف في تفسيرها. من خلال ما سبق، يُسائل حزب العدالة والتنمية وهياكله الموازية، وحركة التوحيد والإصلاح عن موقفهم الصريح من 'غير المسلمين'، لا سيما بعد انتقالهم من منطق التنظيم الدعوي إلى رحاب التدبير الحكومي وهو ما يفرض تحديات أخرى وتعامل آخر مسؤول مع المخالفين لتوجهاتهم الحزبية والعقدية.. أم أن قيادات حزب 'المصباح' تضمر أكثر ما تعلنه، من منطلق التقية، من مواقف تتشبع من التراث الديني، وتسمي معتنقي المسيحية في العالم وداخل المغرب ب'الكفار' بالمنطق الديني في السر دون الاجهار بذلك علانية؟.