ما كان مجرد تخمينات وتحليلات صار واقعا. وتأكد أن رئيس الحكومة المقبل سيكون هو سعد الدين العثماني الذي عينه الملك بديلا لبنكيران الذي أعفي من مهمته في سابقة لم يسبق أن عاشتها المملكة. قبل قليل استقبل الملك العثماني، ساعات فقط بعد صدور بلاغ إعفاء زميله في الحزب، حتى إنه لم يترك فرصة لرفاقه في المجلس الوطني للتداول في أمر المشاركة من عدمه في اجتماع يوم غد السبت. وهو ما يفهم منه أن عهد بنكيران يجب أن ينتهي إلى غير رجعة. وعموما فتعيين سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وأمينه العام السابق، فيه احترام لمنطوق الدستور الذي يتحدث عن شخصية من الحزب المتصدر للانتخابات. سعد الدين العثماني، الطبيب النفساني سيكون أمام محك حقيقي طالما لا يعرف كيف ستتعامل بقية الاحزاب المعنية مع قرار تعيينه. ولد سعد الدين العثماني في 16 من يناير سنة 1956، متزوج وأب لثلاثة أبناء، ويعتبر واحدا من قيادات الحركة الإسلامية بالمغرب الذي يحتفظ بعلاقات طيبة مع الجميع. شغل العثماني منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في الفترة ما بين سنة 2004 و2008، كما تولى منصب وزير الخارجية بالمغرب في حكومة بنكيران الأولى سنة 2012. . وانتخب مرات عدة برلمانيا عن دائرته إنزكان. ويحمل العثماني معه رصيدا أكاديميا متميزا جمع بين التكوين العلمي الصرف، وبين التكوين الشرعي. حصل العثماني على شهادة البكالوريا في العلوم التجريبية سنة 1976. تابع دراسته في كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وحصل منها على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، وتابع تعليمه في ميدان الشريعة، حيث حصل على شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط 1986. التحق بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، وحصل على دبلوم التخصص النفسي عام 1994، وواصل بحثه الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حتى حصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية 1999 تحت عنوان "تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية". يحظى العثماني بشعبية كبيرة واحترام داخل حزب العدالة والتنمية، ويعتبر واحدا من رجال التوافقات داخل الحزب، كما يحظى باحترام باقي قيادات الأحزاب السياسية الأخرى.