بعد مرور خمس أيام على فاجعة « بوقنادل » السككية سكن غبار الحشود، وظهرت تصريحات من هنا وهناك تدعي شهادتها على الفاجعة تارة أو حضورها في عمق المأساة كضحية أو فردا من عائلة الضحايا.. لتستقر الحقائق من المغالطات. فبعيدا عن فضيحة قطار « الرباط – القنيطرة »، وبعد الهاكرز الذي كشف المستور عن oncf للرأي العام، ما هو سبب إدعاءات مواطن مغربي الكاذبة بخصوص جنسيته الألمانية وتبرئه من المغرب؟ المدعو « خالد » اتصل هاتفيا بإذاعة « هيت راديو » وادعى أنه يحمل الجنسية الالمانية، وأنه كان على متن القطار الذي تعرض للحادث ببوقنادل صبيحة يوم الثلاثاء المنصرم ووصف تفاصيل تعرضه للسرقة وللتهميش أثناء تواجده بالمركز الاستشفائي، مما جعله يلجأ للسفارة الألمانية بحكم جنسيته الثانية التي تكلفت بتسليمه جواز سفر جديد في نفس يوم الحادثة وحجزت له تذكرة طيران درجة أولى حسب إدعاءاته. عقب تصريحه للمنشط الإذاعي « مومو » بالإذاعة ذاتها، تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي التسجيل الصوتي للمدعي كالنار في الهشيم، فمن الأكيد أن جميع النشطاء يتفقون مع مبدأ » الفردوس الاوروبي » وما قد توفره الجنسية الألمانية للمواطن « خالد »، مع ما يمكن لهذا الادعاء أن يحققه سكب النار في الزيت لإثارة مزيد من غضب مواطنين أفجعتهم مأساة بوقنادل. بعد أيام من إدعاء « خالد » الذي استطاع الركوب على ظهر ما يرغب الناس تصديقه، أصدرت السفارة الألمانية بلاغا لتوضح فيه عدم صحة الخبر، حيث أثار الصحافي المغربي المقيم في هولندا أنس بنضريف، القضية حيث أنه وبعد سماعه بقصة المهاجر » المغربي الالماني »، قرر التأكد والإستفسار من خلال ملحق صحفي تابع للسفارة الألمانية، فكان جواب الأخيرة في أقل من 24 ساعة كدليل على كذب المدعي « خالد »، وفي الوقت ذاته دليل واضح على قلة مهنية بعد المواقع التي تنشر معطيات غير صحيحة وأخرى تعيد تدويرها في غياب تام للتقيد بميثاق أخلاقيات الصحافة. وفي اتصال هاتفي من « القناة » مع أنس بنظريف قال حول الواقعة : » كأي صحافي مهني يقوم بواجبه المهني تفاعلت بشكل منطقي وصحيح مع صحة الخبر، فما جعلني أراسل السفارة الالمانية هو شكي في إمكانية حصول المدعي « خالد » في نفس يومه على جواز السفر وهذا شيء مستحيل بحسب الإجراءات القانونية، إضافة إلى حصوله على تذكرة سفر من الدرجة الأولى من أجل العودة إلى المانيا، هذا أيضا مستبعد جدا في ثقافة الدول الأروبية حيث أن هذه الإمكانية تكون متوفرة فقط حسب احتياجات خاصة، مع الإشارة إلى أنه لا توجد رحلات مباشرة من المغرب إلى ألمانيا حسب وضع المدعي ». وأضاف الصحافي، أن كل ما صرح به المدعو « خالد » يثير الشك، ودور الاعلامي المهني في هذه المرحلة مهم جدا وما عليه إلا أن يقوم بعمله في التحري والتأكد قبل المساهمة في إعادة تدوير الإشاعة أو أن يجعل منها مادة صحفية موجهة للرأي العام.