ليس من الغريب في المغرب، أن يشتهر بعض الوزراء والسياسيين بزلات لسانهم بدل إنجازاتهم على أرض الواقع.. إذ تختلف الزلة من مسؤول إلى آخر، فقد تكون زلة في لسان بريئة، أو في سلوك بريء أيضا.. لكنهت تبقى غير محسوبة العواقب. الخلفي.. بائع « الحلم » في ظل الأوضاع الاجتماعية التي يمر منها المغرب حاليا، خرج مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، قبل أيام في تصريح إعلامي له مخاطبا الشباب حول إمكانية توفير فرص شغل « هائلة »، كحل للحد من هجرتهم السرية نحو « الفردوس الأوروبي »!!. لكن ما لم يكن ليخطر ببال الوزير مصطفى الخلفي أن تصريحه التقطته عدسات الكاميرات ومكيروفونات الصحافيين، فانتشر كالنار في الهشيم محققا « التراند » على المستوى الوطني والعالمي في مواقع التواصل الاجتماعي. تصريح الخلفي المثير للجدل وسط الرأي العام تزامن مع ما قدمته منظمة الهجرة الدولية من إحصائياتها الأخيرة، التي تفيد أن الفترة الراهنة هي بمثابة توجه إقليمي عام للهجرة السرية عبر البحر المتوسط!! « 20 درهم » و »جوج فرنك » بدورهما، اشتهرت الوزيرة التقديمة شرفات افيلال، التي أعفيت قبل أسابيع من منصبها الحكومي بطريقة تراجيدية، وبسيمة الحقاوي، وزيرة المرأة والأسرة والتضامن، بعبارتين ربما دخلتا التاريخ ولن تخرج، حيث أشعلت الأولى مواقع التواصل الاجتماعي بعبارة « جوج فرانك » متحدثة عن المقارنة بين تقاعد الوزراء وتقاعد المغاربة، والثانية حين أثارت الرأي العام بتصريح يؤكد أن المواطن المغربي يستطيع العيش ب 20 درهما في اليوم!! بنعبد الله وبنكيران .. « اللسان ما فيه عظم » ولعل ما يجمع أيضا بين مسؤولين سابقين، هما رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، وزميله اليساري وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، نبيل بن عبد الله، من غير إعفائهما من طرف الملك محمد السادس، هو زلات اللسان. فرغم ابتعاده عن المشهد السياسي إلا نادرا، فإن الرأي العام لا يمكنه نسيان عددا من زلات لسان بنكيران المثيرة للسخرية والاستغراب في الآن ذاته، مثلما حصل داخل قبة البرلمان، حين وجه عبارة اعتبرت غير أخلاقية وذات حمولات جنسية، للنائبة البرلمانية آنذاك عن حزب الأصالة والمعاصرة ميلودة حازب، في مقارنة منه بين حجم حزبه « المصباح » وحزب « البام »، حين قال « ديالي كبر من ديالك »!! نبيل بنعبد الله، بدوره لم يسلم من زلات لسانه التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ورواد المواقع الإخبارية، حين أخطأ في أحد جلسات البرلمان وهو يجيب على سؤال شفوي على العلن وفي بث مباشر على شاشة التلفاز، وهو يهم بنطق كلمة « ذعيرة » وقال أن ما ينص عليه القانون هو « الدعارة »!! العثماني في وضعية الصامت يتقن رئيس الحكومة الحالية، سعد الدين العثماني، كثيرا فن الصمت، رغم أن المواطن المغربي ظل ينتظر تجاوبا من العثماني حول عدد من القضايا الراهنة، إلا أن برودة الأعصاب التي يوصف بها وتظهر كثيرا على حسابه بموقع التويتر، لم تمنعه من الدخول في التناقضات التي أثارت سخرية المتتبع للشأن المغربي. وتسائل العديدون في آخر خرجة للعثماني قبل أيام أمام أعضاء من حزبه بالرباط « كيف نستطيع إقناعه بأن دولة ايمانويل ماكرون من الناحية الاجتماعية والصحية أفضل بكثير من المغرب؟! »، وذلك سخرية من تصريحه الموثق بالفيديو والذي قال فيه إن رئيس وزراء فرنسا السابق دومينيك دو فيلبان، « أخبرني شخصيا بأن الوضع في المغرب أحسن من الوضع في فرنسا »، حيث بدا مقتنعا بها كفكرة. ورغم أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اختار سياسة يراها هي الأكثر حكمة بأن « بلاء الإنسان من اللسان »، إلا أن ذلك لم ولن يعفي عددا من المسؤولين المغاربة من السقوط في فخ أخطاء ربما قد تكون قاتلة وتبريراتها غير مقبولة.