رفع حزب التجمع الوطني للأحرار شعار « المواجهة » وممارسة « الحق الطبيعي في الاختلاف »، وفق ما يصفه قياديو الحزب، تجاه الهجوم الحاد الذي بادر به حزب العدالة والتنمية، بسبب تصريح عابر للوزير التجمعي، رشيد الطالبي العلمي، انتقد فيه النموذج التركي في السياسة والاقتصاد ووجود تيار سياسي في المغرب يحاول تنزيله. فبعد خرجة عزيز أخنوش، رئيس حزب « الحمامة » ردا على البلاغ المثير للأمانة العامة لحزب « البيجيدي »، اعتبر محمد اوجار عضو المكتب السياسي للأحرار أن هناك حدة وشراسة في الهجومات التي استهدفت العلمي « الذي مارس حقه الطبيعي في التعبير عن آراء عادية وطبيعية بخصوص قضايا وأسئلة راهنة أمام شباب الحزب خلال انعقاد الشباب في دورتها الثانية بمراكش ». وتساءل القيادي التجمعي، الذي يحمل حقيبة العدل في حكومة سعد الدين العثماني، بالقول « ما الذي يبرر شراسة وحدة هذه الهجمة على قيادي في حزب حليف؟ » مضيفا « ألم يعد ممكنا في بلدنا بعد كل المكتسبات الحقوقية التي تحققت بفضل نضالات المغاربة ممارسة أبسط الحقوق، حرية التعبير والفكر ». واستغرب أوجار، في تصريح صحفي توصلت به « القناة »، ما « إذا كان هذا الأسلوب من أشكال الترهيب والوصاية يستهدف عضوا قياديا في حزب حليف فماذا بقي للمواطن العادي الذي لا حول ولا قوة له؟ »، مضيفا إن ما تقدم، في إشارة إلى حدة هجوم قادة الحزب الإسلامي، يدعو إلى » الخوف والقلق على مستقبل الحرية والديمقراطية في بلادنا والتي لن تقبل أي تراجع عن المكتسبات ». وفي ما يشبه تقطيرا للشمع على حزب « المصباح »، ذكّر أوجار « إخوان المغرب » ب »حرصه الكامل من موقعه السابق وزيرا لحقوق الإنسان في دفاعه المستميت عن هذا الحزب الذي يقود الحكومة الحالية في التعبير عن آرائه وأفكاره وقياداته في لحظات عصيبة رغم اختلافه الكبير مع قناعاتهم »، مضيفا أن حزب التجمع الوطني للأحرار « ظل على الدوام حزبا يؤمن بالاختلاف ووفيا لشركائه ومتسامحا مع كل الفاعلين في الحكومة وخارجها ». رسائل حزب « الحمامة » على لسان أوجار حملت إشارة إلى أن « التجمع لم يعد يقبل كل أشكال الوصاية والاستهداف والافتراء ولن يتردد في مواجهة كل الأشخاص والهيئات التي تتطاول على مؤسساته ورموزه.. وسيظل وفيا لقناعاته بالانتصار لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتصدي لكل أشكال الفتنة والتطرف وإرادة الهيمنة ».