ليس من المعقول أن يشن المغاربة قاطبة يتقدمهم الجناح الكهربائي أو الالكتروني للبيجيدي في انتقاد سلوك سياسي عادي لوزير في المغرب، يشغل منصب الحكامة وهو المسؤول عن ارتفاع الاسعار خرج في تظاهرة عمالية لشركة متضررة من حملة مقاطعة تستهدف منتوجات بعينها خدمة لأجندة سياسية تقف ورائها لا محالة جهات سياسية مقربة من الوزير. لعل الحسن الداودي الوزير المغربي الذي أراد ممارسة مواطنتهم العادية في التعبير السلمي عن تضامنه مع العمال ورفع شعارات معينة تستهدف التنبيه للإقتصاد الوطني، في وقفة احتجاجية تعاملت الأجهزة الأمنية معها بنوع من التعفف دون أن تسلط عليها زراويطها المعتادة في تظاهرات امام البرلمان، لأن المحتج هذه المرة هو الحكومة بنفسها. أتسأل بصدق وحيرة ما الذي أوصل الداودي لساحة أمام البرلمان، وهل كان على علم بموعد الوقفة وقرر رسميا المشاركة فيها، أم جابوه « الجواد » لأسباب معينة، أم قرر أن يكون مواطنا عوض أن يكون وزيرا كرفيقه يتيم .. مهما يكن الجواب .. فالداودي لم يفعل إلا ما كان مقتنعا به، تماما كما فعل الوفا محمد حينما تقلد نفس الوزارة ..قبل أن يرمى إلى مزبلة التاريخ كما سيفعل المغاربة بحزب المواطن والوزير والحرامي .