خلفت مشاركة وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي، في وقفة احتجاجية نظمها عمال شركة "سنطرال" التي يقاطع المغاربة منتوجها منذ أكثر من شهر، موجة غضب عارم على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغت حد مطالبة الداودي الذي وصفوه ب"وزير سنطرال" بتقديم استقالته من الحكومة. ونظم المئات من مستخدمي وعمال شركة "سنطرال" وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان، مساء أمس الثلاثاء، وجه خلاله المحتجون نداء للشعب المغربي من أجل وقف المقاطعة، ووقف تشريد المئات من الأسر، وإنقاذ الفلاحين من الضياع والبطالة، قبل أن يلتحق بهم الوزير لحسن الداودي، الذي أكدوا أنه أفسد عليهم احتجاجهم. واعتبر عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن خروج الوزير الداودي للاحتجاج رفقة عمال شركة "سنطرال"، زاد من تشبث المغاربة بالاستمرار في مقاطعة منتوجاتها هذه الشركة، مشددين على أن ما قام به الداودي برهن بالفعل أنه "محامي سنطرال". وفي هذا الصدد، كتب ناشد فايسبوكي يدعى "شكيري أحمد" على حائطه، قائلا: "خروج الوزير لحسن الداودي للاحتجاج مع عمال سانطرال ضد المقاطعة لا معنى له، بل هو مضر بوقفة العمال ومخجل للحكومة، وبهكذا تصرف يكون السيد الوزير قد أفسد كل ما بناه من حجج وبراهين للتدليل على الأضرار الاقتصادية للمقاطعة على الفلاحين..!"، مضيفا "لا أدري هل يسمح الدستور المغربي باحتجاج وزير إلى جانب عمال أم يجب عليه أن يقدم استقالته من الحكومة..!". إقرأ أيضا: عمال سنطرال يحتجون أمام البرلمان تزامنا ومساءلة أخنوش والداودي وعلق ناشط أخر على احتجاج الداودي رفقة عمال "سنطرال" أمام البرلمان، قائلا: من دفع الداودي لكي يتظاهر ويتشبث بمقولة "الاقتصاد الوطني في خطر" واش الحليب هو الاقتصاد في المغرب أم هناك أشياء خفية لا نعلمها نحن كعموم الناس". هذا، في ما اعتبر نشطاء أن ما قام به الوزير الداودي هو "تمرد" على حكومة سعد الدين العثماني، حيث قال الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي في تدوينة له على حائطه بالفضاء الأزرق "أمر خطير وزير مغربي يحتج مع عمال سنطرال، نطالب بعزل هذا الوزير لأنه يسيء لحكومة المملكة الشريفة". ومن جانبه، علق الناشد الأمازيغي موحى رحماوي، قائلا: "عندما تنحدر السياسة خارج الكياسة، لحسن الداودي لا يمل ولا يكل في إهانة مريدي حزبه وتحقير والاستخفاف باقتصاد المغرب الذي ضحى المغاربة لأزيد من 60 سنة من جيبوهم ورفاههم لتعتقدوا أن لهم اقتصاد تنافسي مع المستثمرين الأجانب فاقتصاد ينهار ككل ويكون بخطر لمجرد إفلاس شركة واحدة لصناعة الألبان ومشتقاته لا يستحق أن يسمى اقتصاد وطن يراد به غزو إفريقيا .. عليك بتقديم استقالتك يا وزير سنطرال". المحلل السياسي حفيظ الزهري كتب هو الآخر أن "وقفة الوزير الداودي اليوم مع عمال سنترال أمام البرلمان أكدت لي أنه غادي إمحي سنترال من المغرب"، في حين علق القيادي بجماعة العدل والإحسان على الموضوع قائلا: "لا عجب أن نرى الحكومة غدا تنظم مسيرة تطالب برحيل الشعب". إقرأ أيضا: العثماني يتصل بالداودي موبخاً بعد مشاركته في مظاهرة أمام البرلمان وطالب أعضاء بحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الوزير لحسن الداودي، هذا الأخير بتقديم استقالته، حيث كتب البرلماني عن إقليمآسفي إدريس الثمري، قائلا: "لحسن الداودي زاد فيه .. الحسن الداودي قد استقالتك". في حين قال الكاتب الوطني لشبيبة المصباح محمد أمكراز إن "دور وزراء الإرادة الشعبية هو التفاعل مع قضايا المجتمع، والعمل على اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحته العامة، وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكل المواطنين والاستجابة لمطالبهم، والنضال من أجل حمايتهم من استبداد أطراف زواج المال بالسلطة ومن جشع لوبيات الريع والاحتكار". وتابع أمكراز قائلا: "من حق هؤلاء الوزراء كمواطنين أن ينزلوا للشارع للاحتجاج والصدح بمطالبهم إلى جانب الفئات التي لا حول لها ولا قوة، لكن عليهم أولا أن يختاروا أحد الموقعين حيث يستحيل الجمع بينهما"، مضيفا أن "السؤال المطروح ضد من يحتج مجموعة من المواطنين أمام البرلمان اليوم الثلاثاء. إذا كانوا يحتجون ضد الحكومة فلا يليق بمسؤول حكومي أن يحتج معهم، وإن كانوا يحتجون ضد الشعب فتلك أعظم".