ظل صوته القوي والرخيم ولقرابة 65 سنة يحتل المشهد الإذاعي في فرنسا بل امتد هذا الصوت ليتجاوز حدود فرنسا ليصبح بذلك رمز الحكي والقصص البوليسية. إنه الإذاعي الكبير بيير بلمار الذي رحل أمس السبت عن تناهز ال88 سنة. وقد رحل الرجل بعد أزيد من ستة عقود كاملة بعد صراع مع المرض أرهقه، ليسلم الروح بمستشفى فوش بباريس ليطوي بذلك صفحة من صفحات العمل الإذاعي و التلفزيوني الفرنسي. في المغرب،تعرف المغاربة على بيير بلمار في ثمانينيات القرن الماضي،من خلال القصص البوليسية التي كانت تذاع يوميا على أمواج إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية « ميدي 1 » والتي كانت تحمل عنوان « les dossiers extraordinaires » ثم بعد ذلك عنوان » les dossiers d'interpoles ». وكان الموعد المسائي على ميدي 1 يجلب الكثير من المستمعين في المغرب وباقي بلدان المنطقة ويحظى بمتابعة مهمة وذلك بالنظر إلى القصص التي يحتار بلمار تقديمها وكذا أسلوبه التشويقي في الحكي الذي يشد المستمع حتى نهاية القصة عرف عن الرجل براعته في الحكي وفي التشويق الإذاعي،ليصبح أيقونة القصص المثيرة والغريبة على أمواج الإذاعات في فرنسا.وقد رأى بيير بلمار النور في سنة 1929 ببولوني بيلانكور.انطلق صغيرا في التشخيص وعرف عنه في مرحلة الدراسة الثانوية شغفه بالإذاعة التي انضم إليها شابا في السابعة عشر من عمره من أجل كسب قوت يومه وكذا تفجير طاقاته الصوتية سنوات قبل ظهور التلفزيون. بدأ كمساعد لزوج أخته،بيير هيغل المكلف بالبرمجة في إذاعة ليكسومبورغ ثم منها إلى إذاعة « إر اي إل » التي كان يمسح فيها الأسطوانات،حسب ما يحكي،ثم جاءته الفرصة بعد ان عوض أحد الممثلين الذي تغيب ذات يوم. هذه التجربة هي التي أدخلت بلمار عالم الإذاعة،إذ تعرف سنة 1954 على الشخص الذي غير مسار حياته،جاك أنطوان الإذاعي الكبير الذي خلف برامج لازالت تحظى بالمتابعة من قبيل جزيرة الكنز وفور بويار وغيرها.أنطوان الذي سيصبح رفيق دربه لعقود طويلة …ثم قدم في نهاية مساره خلال العقدين الأخيرين العديد من البرامج في التلفزيون الفرنسي،كما أصدر كتبا عديدة حول قصص غريبة ومشوقة.