كثيرة هي المرات التي تصدر فيها برنامج «أخطر المجرمين» بوديوم البرامج الأكثر مشاهدة في القناة الثانية وفي التلفزيون المغربي على العموم تتويجا لمجهود جماعي إنتاجي وإبداعي وجد صدى كبيرا له لدى جمهور المشاهدين من مختلف الأعمار. ولكن كما يقال، فإن الكرزة الجميلة على قالب الحلوى، تبقى بصمة شخص يسمع ولا يرى، يوقع بحباله الصوتية على عملية حكي فريدة تجمع بين التشويق وإثارة نوع من الخوف والرهبة في تناغم مع تطور أحداث الجرائم المعاد تمثيلها. إنه المعلق أو قارئ التعليق الذي بصوته يخلق حوله نوعا من الغموض لا يقل عن غموض الجرائم التي يحكيها بصوته ويضيف إليها هالة مثيرة. إنه السيناريست والممثل المغربي أحد نجوم الدراما الأمازيغية وحتى تلك الناطقة بالعربية، الفنان لحسين بردواز الذي سبق له أن خاض تجربة التعليق بصوته في العديد من البرامج التلفزية منها السلسلة الوثائقية «تاودا» على قناة الأمازيغية وكذلك برنامج «يوغرطا» على القناة الأولى كما سبق له أن شارك بالصوت والصورة في الأنشطة الفنية بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس. لكن التعليق الذي خلق الحدث وأخذ من اهتمام المستمعين والمشاهدين مأخذا كبيرا حتى أن الصغار والكبار يقلدونه في محاولة لإعادة حكي الجرائم المعروضة هو ذلك الذي يحمل توقيع لحسين بردواز في برنامج «أخطر المجرمين». وهي التجربة التي بدأت بكاستينغ أسفر عن اختيار بردواز لتبدأ مرحلة جديدة وغنية من التعليق تتواصل إلى الآن مع تواصل تسجيل بث حلقات «أخطر المجرمين». ولعله ليس من التضخيم ومن المبالغة القول إنه أخيرا أصبح لنا نحن المغاربة بيار بلمار ديالنا (بيار بلمار) صاحب أحد أشهر برامج الجرائم على الراديو «les dossiers extraordinaires» على قناة ميدي 1 وغيرها من الإذاعات. لكن ذلك ليس الوجه أو الصوت الوحيد للحسين بردواز الذي له تجربة غنية في المسرح مع جمعية شعلة ثقافية وفي مجال كتابة السيناريو والتمثيل السينمائي والتلفزي ويحفل رصيده بالعديد من الجوائز والتتويجات. ومن تلك التويجات نذكر حصوله سنة 2007 على جائزة أفضل سيناريو في الدورة الأولى من مهرجان الفيلم الأمازيغي المنظم من طرف «إسني نورغ» ونيله لجائزة أفضل سيناريو في الدورة الأولى من مهرجان أيت ملول وحصوله في السنة الموالية على جائزة أفضل ممثل في الدورة الثالثة للفيلم الأمازيغي بورزازات وتتويجه سنة 2009 بجائزة أفضل دور رجالي في الدورة الثالثة من مهرجان الفيلم الأمازيغي المنظم من طرف «إسني نورغ».