هل يمكن اعتبار البرنامج التلفزيوني الجديد «أخطر المجرمين» الذي تعتزم القناة الثانية بثه في آخر ثلاثاء من كل شهر «نقلة نوعية» في عالم الإنتاج التلفزيوني الوطني؟ التركيبة التلفزيونية التي يعد بها البرنامج، بصفاته ومواصفاتة ومحتوياته والعناوين التي سيحملها في حلقاته الشهرية، تقول ذلك، بل إنها ستغري الكثير من المشاهدين، المهتمين منهم والمتتبعين، بل ومختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، لأن تبرمجه كموعد / «طقس » تلفزيوني ثابت لا محيد، قد تجعل منه أحد البرامج التلفزيونية الوطنية الأكثر مشاهدة في السنوات الأخيرة، باعتبار طبيعة مواضيعه التي سيتناولها وسيقاربها بالتسجيل والتوثيق.. من خلال جعل كاميرا القناة تقترب وتتقرب من قضايا المشاهدين، بعيدا عن ما هو درامي تخييلي إلى ما هو درامي واقعي، كان في لحظة من اللحظات الراهن المغربي مصدر انشغالات المواطنين وحديثهم بكل أرجاء الوطن .. فبحسب إعداد «أخطر المجرمين» الذي قام به كل من عبد الحق مبشور وحسن الرميد، الإطارين بالقناة الثانية، والمسار التلفزيوني الذي سيركبه في مجمل حلقاته، «يقول» البرنامج الجديد من خلال ورقة تقديمية عنه، أنه ليس نسخة «دوزيمية» للبرنامج التلفزيوني الناجح بقناة «الأولى» «مدوالة» الذي لازال وفيا بتحقيقه أعلى نسبة مشاهدة شهرية بالقناة، مثلما ترصده تقارير «ماروك ميتري» باستمرار، بل إنه برنامج له هيكله المستقل وتوجهاته الخاصة ومراميه المحددة .. بالرغم من أن كلا البرنامجين ينهلان من قضايا الشأن العام (ملفات قضائية)، لكن «أخطر المجرمين» بمحطاته التلفزيونية التي ستمتد على مدى اثنين و خمسين دقيقة (52) سترصد عن طريق استرجاع بالصورة و الصوت لعينة من أخطر الجرائم التي عرفتها الساحة الوطنية، كان لها وقعها السلبي - بطبيعة الحال - النفسي.. على الشارع المغربي، حيث كانت حديث الخاص والعام وشكلت، إبانها، مادة دسمة للكثير من المنابر الإعلامية الوطنية، ولعب فيها المخيال الشعبي لعبه في النقصان والزيادة والبتر والإضافة.. من قبيل القضايا الإجرامية المدوية المعروفة التي عنونها البرنامج الجديد ذا الصبغة الوثائقية الاجتماعية ب:«نينجا، رعب بالدار البيضاء»، «بوصمة ومطاردة المشردين»، «مول الموطور جزار أكادير»، «الحاضي سفاح الأطفال»، «زويتة والجرائم الملفوفة»، «مكناس والضحايا المفرومة»، «الخنفوري»، «مجرم زعيم عصابة»، «بولوحوش صاحب البندقية»، ...إلخ، والتي ستعكف هذه السلسلة ، وهي بالمناسبة من فكرة من اقتراح محمد مسلم، وسيناريو رقية بنجلون، وإخراج رامي فجاج، وتنفيذ الإنتاج ابراهيم الشكيري، وإدارة الإنتاج عبد الحق مبشور وتعليق بصوت الحسين باردواز، والموسيقى التصويرية عادل عيسى.. ستعكف، كما جاء في الورقة التقنية، على تسليط الضوء، «على مسارات ومصائر الجناة الذين استأثروا باهتمام الرأي العام والمتخيل الجماعي للمواطنين، موقعين بذلك أسماءهم للأبد ضمن سجلات تاريخ القضاء المغربي»، وذلك من خلال طرح العديد من الأسئلة تتعلق حول دافع ارتكاب هذه الجرائم غير الانسانية الفظيعة مثل (من هم إذن، أخطر المجرمين بالمغرب؟ ما هي الأسباب التي دفعت بكل واحد منهم إلى ارتكاب جريمته أو جرائمه؟ ما هي تلك الجرائم؟ كيف شغلوا السلطات الأمنية أوالمواطنين؟ ماهي الظروف والملابسات التي تم فيها إلقاء القبض عليهم(أو كيف وأين انتهت حكايتهم؟).. حيث ستحاول دقائق البرنامج الإجابة عنها بطرق مختلفة من خلال شهادات وتسجيلات، وحتى «وقفات درامية» ، وهي أسئلة، تضيف الورقة التقنية، سوف «تستعيد على ضوئها قصة كل مجرم على حدا والمسار الذي قاده إلى اقتراف جريمته، وذلك عبر اللجوء للأرشيفات السمعية البصرية والمكتوبة، وكذا الصور وتسجيلات الفيديو المتوفرة لدى مصالح الإدارة العامة للأمن الوطني والدرك الملكي، أو بالاستناد إلى شهادات الأسر والمقربين والجيران والضحايا، أو إلى آراء المحامين والوكلاء العامين والسلطات الأمنية وغيرهم من الصحافيين وذوي الاختصاص في علوم الإجرام والنفس وغيرها» السلسلة، أيضا، ستكون مؤثثة باستطلاعات مصورة حول محيط عيش المجرمين من مقرات إقامتهم وأحيائهم السكنية، وفضاءات ارتكابهم الجرائم، وكيفيات وملابسات إلقاء القبض عليهم الذي أبدت فيه مصالح الإدارة العامة للأمن الوطني والدرك الملكي ووزارة العدل والمسؤولين بالمحاكم تعاونا ملحوظا من خلال تسهيل الولوج للمعلومات والاطلاع على الأرشيفات واستجواب بعض الموظفين، بالإضافة إلى عرض صور من إعادة تمثيل ارتكاب الجرائم ..