بدأت بوادر الانتقادات للجهات المحدودة التي أحسنت بنفسها مقصودة بعينها من تصريحات وزير الشباب والرياضة والذي تحدث عن موجات الغلو أو التفسخ داخل الفضاء التربوي للمخيم باعتباره فضاءا للتنشئة الاجتماعية. لم يعقب أحد عن قول الوزير أنه من غير المعقول أن تطلق أغاني « الداودية » داخل المخيمات.. مكتفين بتصريحاته حول صلاة الفجر و صلاة الجمعة، كأنهم أخدوا جزءا من قوله تعالى » ويل للمصلين » دون أن يكملوا الآية، وهذه عادتهم في مهاجمة مخاليفهم. تصريحات الوزير لم تكن كافية لتعرية واقع المخيمات والتي يقصدها بعض ممن يسموا أنفسهم بالأطر التربوية، وما تخفيه أجنحة الليل داخل المخيمات فظيع وأقبح، بل وقد يكشف جنايات خطيرة اذا ما تم الوقوف على حقيقة الأوضاع داخل المخيمات وعلاقات « الأطر التربوية » بالممونين وهل تصل كافة آليات الدعم للطفل المغربي. وزير الشباب والرياضة الذي يترافع من أجل مونديال المغرب، والذي في عهده تأهل المنتخب الوطني للدور الثاني في كأس العالم، وفاز المنتخب المحلي للمغرب بكأس افريقيا، وفتح ملاعب القرب مجانا في وجه الأطفال المغاربة وحررهم من ابتزاز الشركات لم يتلقى أي إشادة في كل هاته الإجراءات الوطنية القوية، وحينما أراد أن يلمس مستقبل رجال الغذ بما تفرضه المعايير الدولية والوطنية والقيم الدينية التي تربى عليها المغاربة تمت مواجهته بوابل من الانتقادات. ولعل المروجين لاطروحة – زعزعة العقيدة- التي اتهموا الوزير التجمعي بها يعتبرون أن المقصود بكون – عقيدة التخونيج- وليس عقيدة المغاربة الدينية التي تقوم أسس دينية لا يستطيع أي وزير كفيما كان أن يلمسها لانها تشكل جزءا من كيان الدولة والشعب. ولو قام الوزير بزيارة لدار الشباب حسنونة بطنجة سيقف أمام صور لإحدى الجمعيات المحسوبة على التيار الإخواني وهي تنشر في مجلة حائطية أنشطتها داخل المخيم ومنها- الصلاة الجماعية- كأن الصلاة نشاط تربوي للجمعية وليس عقيدة وممارسة شعائرية تدخل ضمن حقوق الفرد، بل أن الترويج لمثل هاته الصور يعطي انطباعا لدى الآباء أن هاته الجمعية مسلمة وباقي الجمعيات دون ذلك. وبالعودة لموضوع الصلاة، وجب على الكل أن يعرف أن الطفل داخل المخيم يعيش يوما مكثفا بالأنشطة وحينما يخلد للنوم فهو يخلد للراحة استعدادا لليوم الموالي فضلا عن سؤال شرعي في غاية الأهمية:هل الطفل مكلفا بالصلاة؟؟ قرار الوزير صائب من الناحية التربوية والبيداغوجية، لكنه بالمقابل يفرض أن يسرد للمغاربة آفاق التربية الإسلامية داخل الفضاء التربوي للمخيم، بل ويستلزم أن يسرد برنامج التربية الفنية والجمالية لتعويض أغاني الدادوية والاغاني التربوية ويستلزم أن تدعم الوزارة مشاريع البرامج الفنية الأطر التربوية وان تستعين بكفاءات – ولو من قطاعات وزارية أخرى- لتبسيط مفاهيم الجمال والفن والدين السمح للطفل المغربي .