مجرد التعبير عن موقف تربوي يتعلق بإيقاظ أطفال المخيمات لأداء صلاة الفجر، سيجر على وزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي، حملة تشهير باسم الدين، ذهبت إلى حد اتهامه بانتهاك هوية المغاربة ودستورهم. وجاء الهجوم على رشيد الطالبي العلمي، بعدما سبق له وأن قال في تصريح للصحافيين، الأربعاء الماضي، إنه «لا يمكن أن نفرض على الأطفال الاستيقاظ باكرا لصلاة الفجر، أو الجلوس لساعات في الشمس لصلاة الجمعة، أو تلاوة الأمداح في الليل»، مضيفا أن الصلاة «يجب أن تكون في مكان مغطى والليل مخصص لنوم الأطفال». ومع أن موقف رشيد الطالبي العلمي لم يدع إلى إلغاء صلاتي الفجر أو الجمعة، إلا أن الجمعيات ذات المرجعيات الدينية لم تتردد في تحميل كلامه أبعادا لم ترد عنه ولم يقصدها إطلاقا. وأطلق نشطاؤها حملة ضده موقع «أفاز»، تطالبه بالاعتذار عن تصريحاته. ومما جاء في العريضة أن «منع إيقاظ الأطفال لصلاة الفجر في المخيمات الصيفية»، خلف لدينا ولا شك لجل المغاربة دهشة كبيرة وصدمة في هويتنا. كيف لا،ونحن نشعر بلزوم كتابة هاته الرسالة لنذكر مسؤولا ساميا بضرورة احترام هوية المغاربة و دستورهم».. واحتج الموقعون على تصريحات الطالبي العلمي، مطالبين إياه ب«الاعتذار عن غلطه وإمداد مراكز ومخيمات الأطفال المغاربة، بكل المستلزمات الضرورية التي تساعد تربية الأطفال في حضن هويتهم الإسلامية». وتلقف فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب هذا البوليميك ليبني عليه سؤالا كتابيا إلى الوزير حول الإجراءات المزمع اتخاذها من أجل تجهيز المخيمات بفضاءات لإقامة الصلاة. وطالب البرلماني الحسين حريش في سؤاله وزير الشباب والرياضة بكشف الإجراءات والتدابير، التي يعتزم القيام بها لتجهيز المخيمات بفضاءات خاصة لأداء الصلاة، مع ما يقتضيه ذلك من تنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية بشأن تنظيم صلاة الجمعة بالمخيمات. وحاول الواقفون وراء العريضة توريط الحكومة في هذه المزايدات باسم الدين، لكن الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، انتبه إلى هذ الفخ، وقلافي ندوته الصحفية الأسبوعية إن الحكومة لم تتدارس تصريحات العلمي. وزاد قائلا: «صلاة الفجر لا ترتبط بحزب سياسي، وهي موجودة قبل وجود الأحزاب السياسية»، موضحا أن تعليقه هو «على صيغة السؤال وليست على تصريح العلمي، فلا أظن أنه تطرق في تصريحه لعلاقة الفجر بحزب سياسي».