أفرجت الجمعية الدولية لتقويم الأداء التربوي « International Association for the Evaluation of Educational Achievement« ، عن نتائج الدراسة الدولية لتقويم تطور الكفايات القراءاتيةPIRLS المغرب الذي يشارك للمرة الرابعة في هاته الدراسة منذ انطلاقها سنة 2001. والتي تجرى كل خمس سنوات كان في الصف إلى جانب 50 دولة من أوربا الغربية وأروبا الشرقية ودول جنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية، تصنف أغلبها ضمن مجموعة الدول ذات ناتج داخلي خام مرتفع ومنظومة تربوية متقدمة، فيما بلغ حجم العينة الدولية للدراسة 319000 تلميذ وتلميذة. مشاركة المغرب في هذه الدراسة برسم دورة 2016 كانت مكثفة بحيث حيث فاقت 11000 تلميذ وتلميذة يتمدرسون بمستوى الرابع ابتدائي ب360 مدرسة ابتدائية بعينات تمثيلية على مستوى الجهات وعلى المستوى الوطني، كما شملت ذات الدراسة 360 أستاذا للغة العربية. وسجلت دورة 2016PIRLS للدراسة المذكورة تحسنا مهما في الأداء العام للتلاميذ المغاربة، وذلك مقارنة مع أدائهم في دورة 2011؛ وهكذا انتقل المعدل الوطني العام في القراءة بالابتدائي من 310 إلى 358 نقطة بزيادة 48 نقطة، وهو أعلى فارق إيجابي سجل لدى الدول المشاركة التي عرف أداؤها تحسنا في هذه الدورة. وحسب مخرجات هاته الدراسة، فقد حقق أداء التلاميذ المغاربة في النصوص الإخبارية والمعلوماتية 359 نقطة وهو يفوق أداءهم في النصوص الحكائية والأدبية الذي بلغ 353 نقطة، بفارق 6 نقط. وقد انتقل المعدل الوطني العام في النصوص الحكائية/الأدبية من299 إلى 353 نقطة بزيادة وازنة بلغت 54 نقطة مقارنة مع دورة 2011. وتم تسجيل نفس المنحى بالنسبة للأداء في النصوص الإخبارية/المعلوماتية، حيث انتقل المعدل الوطني من321 إلى 359 بزيادة هامة بلغت 38 نقطة، وهي الفروق الإيجابية الأعلى المسجلة على مستوى الدول المشاركة. وبخصوص مهارة استخراج المعلومات والقيام باستنتاجات مباشرة فقد أبانت الدراسة أن أداء التلاميذ المغاربة بلغ فيها 364 نقطة فيما بلغ 336 نقطة في مهارة تفسير الأفكار وتركيبها والتقويم. كما عرفت نسب المصنفين من التلاميذ المغاربة حسب مستويات الأداء الدولية : الأداء المنخفض – الأداء المتوسط – الأداء العالي – الأداء المتقدم، تحسنا ملحوظا. وقد بلغ ذلك التحسن أعلى درجاته بزيادة نسبة المصنفين ضمن المستوى المنخفض ب 15%، و ب 7% ضمن المستوى المتوسط وب 2% بالنسبة للمستوى العالي. كما سجلت نتائج الدراسة تحسنا في أداء التلاميذ المغاربة الذي بلغ 39 نقطة بالنسبة لمهارة استخراج المعلومات والقيام باستنتاجات مباشرة و48 نقطة بالنسبة لمهارة تفسير الأفكار وتركيبها والتقويم، وهي أعلى درجات التحسن المسجلة على صعيد الدول المشاركة في هذه الدور. واستنادا إلى التحسن البين لمؤشرات الأداء الوطني العام في القراءة في دورة 2016 مقارنة مع دورة 2011، صنف التقرير الدولي للدراسة المغرب ضمن الدول الثمانية عشر (18) التي عرف أداؤها العام تحسنا فعليا. ورغم هذا التحسن الإيجابي والهام على مستوى معدل الأداء الوطني في هذه الدورة، فإن ذلك لم يمكن من التقدم بنفس الدرجة على مستوى سلم الترتيب الدولي، حيث حقق المغرب تقدما بدرجتين فقط. لذلك، فالمغرب مطالب ببذل المزيد من الجهود وطنيا وعلى مستوى الجهات لتقليص الفارق بين متوسط أداء التلاميذ المغاربة ومتوسط الأداء الدولي، وذلك من خلال التحليل الدقيق لمعطيات ونتائج الدراسة للوقوف على العوامل المفسرة والمحددة لتلك النتائج واستثمارها الإيجابي في وضع خطط وبرامج لتحسين شروط وطرق تمكين التلاميذ من مهارات القراءة. وتعنى هذه الدراسة برصد أداء المنظومات التربوية على المستوى الدولي في مجال القراءة بمستوى الرابع ابتدائي ورصد تقاطعات أداء الدول المشاركة مع العوامل ذات الصلة بالمناهج الوطنية المعتمدة في القراءة وبالتلاميذ وخلفياتهم الأسرية، وبالمدرسين وجانبياتهم المعرفية والمهنية وممارساتهم التدريسية، وبالوسائل الديداكتيكية المستعملة، وكذا بخصوصيات الإطار المدرسي الذي تجرى فيه أنشطة التعلم، وذلك بغية تمكين الأنظمة التربوية من مرتكزات لوضع السياسات والخطط الهادفة إلى تطوير أداء التلاميذ في مجال القراءة.