بعد أيام من الفرحة الرياضية،ها هو المجتمع المغربي يعيش حزنا وطنياً، بسبب « فاجعة الصويرة » التي تجعلنا نتساءل عن الضوابط القانونية والتنظيمية لهذا العمل الإنساني؟وما الأهداف المرجوة منه بوجود كاميرات تحت شهادات أهل الدار هناك!!!؟ إنك لم تولد يتيماً في هذا الوطن،بل وُلدت تحت أسرة حنونة تغار عنك،وتريد أن تُعطيك لقمة حلال بعرْق جبينها،وتريد أن تكافح داخل هذا المجتمع الذي لا يرحم،وتريد أن تتحدى الفقر لكي تكبر،ولكن فضّلت الذهاب الى « القفّة القاتلة »،نعم اختارت الذهاب الى المكان الذي بقي فيه حذاؤها مرمي… ستعرف حين تكبر بأن الفقر من كان وراء أُمك،وستمتحن لعدم سقوط دمعتك،وستعجز عن وصف الحادث الأليم الذي استشعره المغاربة جميعاً،وتضامنوا تضامنا لامشروطا، كونها حالة إنسانية تسائل الرأي العام الوطني بعدة تساؤلات،لعل أهمها أي إحسان هذا أمام أرواح تُزهق؟ وهل الإحسان يسوده التمييز وسوء التنظيم ومصائب أخرى!!! فهل يقبل المنطق تسمية الجمعية بجمعية خيرية تقدم مساعدات إنسانية بطريقة استغلالية كون أبناء الضحايا يعززون ذلك أمام الرأي العام والأخطر أن رئاسة الجمعية أشرفت على هذا العمل بالكاميرات والبهرجة في جو يسوده الفوضى وسوء التنظيم،ولماذا هذا اصلا! لأن بكل بساطة الرجل مقرب من « البيجيدي » وله إيديولوجيا تحتاج هي الأخرى إلى التحقيق فيها لتظهر حقيقة ذلك الدعم المادي الغريب….. الوضع كان يحتاج الى ضبط وتنظيم، لأنهن نساء هذا الوطن، وجميع المفردات أمام هذا الحزن تعجز عن وصفهن، ولاتجد في هذا العالم قلباً يثير شكوكاً في جدوى العواطف،ولهذا، فالضمير الانساني يحتاج الى لحظة فكر وتأمل،يحتاج الى تأنيب داخلي ولوم،يحتاج الى تطبيق ربط المسؤولية بالمحاسبة،أما اذا مات هذا الضمير،فهي مصيبة أكبر… من يتكفل بهؤلاء الأطفال!!!؟ وما العناية التي ستقدم لهم؟ وهل الفاجعة ستمضي عليهم بسهولة؟بلى…انهم أبناء اليوم وأيتام الغد،والسبب تلك « القُفّة القاتِلة ». * طالب باحث بماستر التشريع ومنازعات المعلوميات والاتصالات الرقمية