من المعلوم أن حزب العدالة والتنمية، وخاصة جناح الأمين العام عبد الإله بنكيران، قد استثمر مبكرا في خلق كتائب إلكترونية تكتب وتهاجم وتنشر تحت الطلب ووفق تعليمات القيادة الوطنية. وقد لعبت هذه الكتائب أدوارا مختلف في الماضي القريب، وكانت سلاحا ناجعا في يد بنكيران تمكن به من كسب عدة نقط ضد خصومه وأعدائه السياسيين سواء من داخل حزب العدالة والتنمية أو من خارجه. ومازالت هذه الكتائب تنشط الى يومنا هذا رغم أن وثيرة عملها تراجعت إثر إلقاء القبض على مسيري صفحة « فرسان العدالة والتنمية » بتهمة الإشادة بمقتل السفير الروسي. وخلال الساعات الماضية ظهر جليا أن هذه الكتائب عادت الى الإشتغال بقوة خاصة مع اقتراب موعد الحسم في الولاية الثالثة لبنكيران. وتافعلا مع فاجعة وفاة 15 امرأة بالجماعة القروية سيدي بوعلام، التابعة لإقليم الصويرة، في حادث تدافع خلال توزيع مساعدات غذائية. سارعت هذه الكتائب إلى محاولة إبعاد التهمة عن حزب العدالة والتنمية وعن وزرائه، محاولين إتهام وزراء آخرين من اخل التحالف بالمسؤولية وراء هذا الحادث الأليم، ولكن السؤال هاهنا هو لماذا هذا الإصرار على تبرئة وزراء العدالة والتنمية؟ الجواب بسيط لأن الحزب متورط بشدة في هذه الفاجعة الأليمة فالمدعو عبد الكبير الحديدي إمام مسجد حي كاليفورنيا بالدار البيضاء، والجمعية المسماة إغيس لحفظ القرآن والأعمال الإجتماعية التي يترأسها والتي تشرف منذ أربع سنوات على توزيع تلك المساعدات لها ارتباط كبير بحزب العدالة والتنمية، كما أن عناصر من مكتبها ينتمون لجماعة الإصلاح والتوحيد الدراع الدعوية للحزب، بل أن اعضاء سياسيين من نفس الحزب لهم علاقة وطيدة بالجمعية. ويكفي القيام ببحث بسيط على غوغل بإدخال اسم عبد الكبير الحديدي لتظهر لنا مقالات تتحدث عن حضور الحديد في اجتماعات ومناسبات العائلة البنكيرانية وخاصة منها حضوره والقائه لمواعظ وخطب في جنازة وحفل تأبين المرحوم المرحوم عبد الله باها. كما أن تصريحات شهود الواقعة الأليمة يؤكدون على أن عملية التوزيع شابتها من البداية الزبونية حيث تم تقديم المنضويين تحت لواء الجمعية الدعوية والحزب، لكي يستفيدوا من القفف بطريقة مفضوحة جعلت المعوزين والفقراء ينتفضون ضد تلك التصرفات مما أدى إلى وقوع الكارثة. كل هذه المعطيات جعلت بنكيران يصدر أوامره للكتائب ليحاولوا توريط أطراف أخرى في تحمل مسؤولية هذه الكارثة، غير أن الرأي العام الوطني فطن لهذه الألاعيب وواجه الكتائب على جدار الفايسبوك، مستنكرا تعمد هذا « المحسن » إذلال المواطنات البسيطات واستغلال فقرهن لأغراض سياسوية مفضوحة، فالكل يعلم أن أكبر سلاح يعتمد عليه العدالة والتنمية لاستمالة أصوات البسطاء هو سياسية وأسلوب القفة والمعونة. ولا شك أن هذه الفاجعة ستجعل الدولة تعيد النظر في تساهلها مع هذه الممارسات خاصة التي تستغل من طرف تجار الدين ومستغلي المآسي والعوز. https://www.facebook.com/profile.php?id=100013976471807*: للتواصل مع القراء