قال شاوي بلعسال، رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي بمجلس النواب، إن ما حققه المغرب من نهضة وتقدم في مجال البنيات التحتية الأساسية كما ما كان ليتحقق لولا الإرادة الملكية وإشراف جلالته وتتبعه للمخططات الإستراتيجية، والإجتهاد في توفير التمويلات اللازمة للإنجاز والتجهيز بفضل الشراكات المبتكرة، والثقة في بلدنا والسمعة الجيدة للنموذج المغربي وإشعاعه القاري والدولي وعلاقاته المتينة والمتوازنة مع مختلف البلدان؛ والأنظمة الاقتصادية العالمية. شاوي، وفي معرض تعقيبه على جواب رئيس الحكومة على السؤال المحوري حول "أهمية البنيات الأساسية في تحقيق الإقلاع الاقتصادي"، خلال جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية، اليوم الاثنين بمجلس النواب، استهل تدخله نهنئ أنفسنا وبلدنا بمناسبة الإعلان الرسمي من قبل الجمعية العمومية للإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاختيار كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال كبلدان مستضيفة للتنظيم المشترك لكأس العالم 2030، كثمرة سياسية، رياضية ناجحة استثمر فيها بلدنا لسنوات بقيادة جلالة الملك نصره الله. وقال إن هذا الإختيار جاء بناء على دراسات وتقارير تقييمية لمدى قدرة بلدنا وجاهِزِيَّتِه المتوفرة، والمُلْتَزَم بتحقيقها في أفق سنة 2030؛ وفي مقدمة هذه الجاهزية ما يتوفر عليه المغرب من بنيات وتجهيزات أساسية وما حققه من طفرة ونقلة نوعية وكمية من شبكات للنقل المتنوع، ومطارات، وموانئ، ومحطات لتأمين النقل والتنقل، وبنيات إستقبالية وسياحية، وأمن عام، ومستوى متقدم من الخدمات؛ ومناخ نموذجي للإستقرار والديمقراطية والحكامة. إضافة إلى الرؤية المستقبلية لجلالة الملك، كموجه للوثيرة الإنجازية لمختلف الشبكات والنظم والبنيات الأساسية من طرق برية وسككية، وموانئ ضخمة ومطارات دولية، وطاقات متجددة، واتصالات متطورة، وبنية مائية موجهة لضمان الأمن الغذائي والتصدير. وتابع أن هذا الرصيد الهيكلي استغرق بناءه أزيد من عقدين من العمل الهادئ بنسق متصاعد يسير في اتجاهين متكاملين اتجاه مجالي جهوي؛ يؤثت للجهوية المتقدمة، والموسعة، محققا بذلك مستويات استشرافية للعدالة المجالية والعدالة الاجتماعية. أما الاتجاه الثاني؛ فهو ذو بعد استراتيجي، قريب ومتوسط وبعيد المدى، يتجاوز عمر الولاية الحكومية والتشريعية الواحدة، ويحمل في ذاتيته عوامل الإستمرارية الواعدة والطموح المستقبلي لصالح الأجيال القادمة من المغاربة ضامنا لهم الحقوق المستقبلية وفقا لمضامين وروح دستور 2011″. زدا مخاطبا أخنوش: "أمام الحكومات والمؤسسات الحالية والمتعاقبة رصيد ضخم ونوعي من الهياكل والبنيات الأساسية بنَفَسٍ إصلاحي حداثي، وبآثار إيجابية على الحياة الاقتصادية والإجتماعية والبيئية كقاعدة صلبة لتنزيل مختلف المخططات والبرامج القطاعية والوطنية والترابية، المُؤَطَّرَة بمنظومات تشريعية وتنظيمية مؤسساتية، ومناخ جيد للأعمال والإستثمار الوطني والدولي الناجع والمنتج للثروة وفرص الشغل". واستطرد: "نحن في فريقنا نلح على مواصلة تعميم هذا الرصيد وتقريب فروعه من المنتفعين أفرادا وجماعات، حتى تعم فائدتها بكل عدالة وإنصاف واستحقاق عبر مختلف جهات وأقاليم وجماعات المملكة المغربية المعتزة بموقعها الجيوستراتيجي المتميز والمتمفصل بين القارات والبحار". أضاف بلعسال أن ما حققه المغرب من إنجازات هيكلية وبنيوية وإصلاحات عميقة وواسعة، وما ينتظرنا من مواصلة وتعميق وتجويد لهذه الأوراش المُكَلِّفَة يفرض علينا جميعا حكومة وبرلمانا ومؤسسات توفير نقلة نوعية في أسلوب الحكامة والتدبير، عبر تأهيل وإعادة تكوين العنصر البشري ذهنيا وفنياً وأسلوباً، والقَطْعِ مع السلوكات المشينة والفساد السلوكي والأخلاقي. واسترسل قائلا "إننا نعتبر في فريقنا هذا البعد الإصلاحي والتطويري للرأسمال البشري من أولويات المرحلة الراهنة، لضمان نجاعة الإستغلال الجيد والمفيد لهذه البنية التحتية، وذلك باحترام القانون والضوابط والصرامة في احترام المرتفقين، سواء كانوا مواطنين أو قادمين من خارج الوطن، من مستثمرين وسياح وزائرين، وتقدير عنصر الوقت في الولوج إلى مختلف الخدمات والمصالح كحق من الحقوق الإدارية". وشدد على أنه مهما وضعنا من نصوص وآليات وتكنلوجيات تدبيرية لتصريف الأمور والعلاقات اليومية فإنها غير كافية بدون ضمانات فعلية لحسن الإستقبال والإنسياب وترشيد الوقت كي نرقى بالخدمة العمومية إلى المستوى المطلوب والسائد دولياً. وأكد رئيس الفريق أن طموح بلدنا أرقى مما نحن عليه اليوم من بعض السلوكات المشينة، والمظاهر المقززة اجتماعيا وسلوكيا والمنتشرة في مختلف أماكن العيش المشترك: من ملاعب رياضية وساحات عمومية وطرق عامة ومواقف للسيارات ومحطات الطرق وممرات الأداء (péage) لا تليق بسمعة بلدنا السياحية، ولا الرياضية، ولا مستوى البنيات والتجهيزات الأساسية، ولا تنسجم مع ترتيبنا التقييمي المستحق إفريقيا وعربيا ودوليا لمجهوداتنا الإستثمارية على مدى 25 سنة من الإنجازات الهيكلية بمعايير مشرفة ومتقدمة وتنافسية بشهادات أجنبية موثوقة؛ كلها تؤكد على التقدم المطرد والحداثة والريادة الإفريقية والعربية لكل من شبكة الطرق المتنوعة والموانئ والنقل السككي والتحول الطاقي، والإنتقال الرقمي، شهادات مبنية على مؤشرات وتقييمات ومقاربات وتصنيف مهني وموضوعي، تثمن ما تحقق ويتحقق وسيتحقق على أرض الواقع، كأحسن بُنَى تحتية تطورا في إفريقيا . وأعرب بلعسال على ثقة تامة بأن مؤسسات تتوفر على جميع المقومات والاستعدادات ومواجهة مثل هذه التحديات والنجاح في احتوائها بفعالية، كما تتوفر على اليقظة التنظيمية والخبرة في كسب الرهانات المستقبلية مع شركائنا وجيراننا الموثوقين، أما الآخرون فليموتوا غيظا وحقدا إن لم يتنازلوا عن غيهم وطغيانهم.