تنطلق غدًا السبت، مباريات ثمن نهائي اليورو، بمواجهتين، تجمع الأولى حاملة اللقب إيطاليا ضد سويسرا، والثانية بين ألمانيا صاحبة الضيافة والدنمارك. ويقص منتخبا سويسراوإيطاليا شريط الأدوار الإقصائية لبطولة "يورو 2024″، المقامة حاليا في ألمانيا، عندما يلتقيان غدا السبت على الملعب الأولمبي ببرلين، في دور ال16. ورغم أن المنتخب الإيطالي هو حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة، يعتبر المنتخب السويسري المرشح الأبرز للفوز بالمباراة، حيث لم يقدم الآزوري العروض المنتظرة منه في دور المجموعات. وكان آخر لقاء جمع الفريقين، ضمن منافسات بطولة أمم أوروبا، في نسخة 2020، وحينها فاز المنتخب الإيطالي بثلاثية نظيفة. وسيلتقي الفائز بالمباراة مع المنتصر في مواجهة إنجلترا وسلوفاكيا، لحساب ربع النهائي. ويرغب المنتخب السويسري في عبور عقبة إيطاليا، في الوقت الأصلي، وعدم خوض ركلات الترجيح، التي ودع بها آخر نسختين من البطولة. وتفتقد سويسر في هذا اللقاء جهود سيلفان فيدمر، الظهير الأيمن، بسبب الإيقاف. في المقابل، ستعيد هذه المباراة ذكريات محزنة للمنتخب الإيطالي، الذي فشل في التأهل لنسخة كأس العالم الأخيرة، التي أقيمت بقطر في عام 2022، بعدما تعادل مع سويسرا مرتين في التصفيات. ورغم أن المنتخب الإيطالي لم يقدم العروض المنتظرة، في النسخة الحالية من اليورو، رفع مدربه لوتشيانو سباليتي شعار التحدي، من أجل تحقيق الفوز ومواصلة حملة الدفاع عن اللقب. ويعتمد سباليتي على الطريقة الدفاعية، التي يشتهر بها المنتخب الإيطالي، حيث يعول على لاعبين مميزين في مقدمتهم جيانلويجي دوناروما، حارس المرمى، وأليساندرو باستوني وماتيو دراميان وفيديريكو ديماركو، بالإضافة للاعبي خط الوسط جورجينيو ولورينزو بيليجريني. ومن الممكن أن يعتمد سباليتي على خطة تتضمن 5 مدافعين، لضمان تأمين الخط الخلفي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة. ويغيب عن المنتخب الإيطالي في هذه المباراة، المدافع ريكارد كالافيوري بسبب الإيقاف. ويُنتظر أن يدفع سباليتي بماتيا زاكايني، الذي أحرز هدف التعادل في مباراة كرواتيا الأخيرة (1-1)، كما يُتوقع أن يعود لتشكيل الفريق كل من: فيديريكو كييزا وجيانلوكا سكاماكا وديفيد فراتيسي. ألمانيا المنتشية تواجه الدنمارك العنيدة وفي مباراة ثانية، يتطلع المنتخب الألماني لمواصلة كتابة "قصته الخيالية الصيفية" في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، عندما يواجه المنتخب الدنماركي في دور ال16. وتخوض ألمانيا المضيفة ثمن نهائي، ضد الدنمارك في دورتموند، آملة في التعلّم من دروس تعادلها الأخير مع سويسرا. ورغم الشكوك التي كانت تحوم حول قدرة المنتخب الألماني في المنافسة على اللقب، قبل انطلاق البطولة، نجح في اكتساب ثقة جماهيره بعدما قدم عروضا قوية في دور المجموعات. واستهل المنتخب الألماني مبارياته في البطولة بالفوز على المنتخب الاسكتلندي (1/5)، ثم فاز على المنتخب المجري بهدفين نظيفين، ليضمن تأهله لدور ال16، بعدها تمكن من الحفاظ على صدارة المجموعة الأولى، بعدما تعادل في الوقت بدل الضائع أمام المنتخب السويسري في مباراة الجولة الأخيرة. نتائج المنتخب الألماني في البطولة المقامة على أرضه، ذكرت الجماهير ب "القصة الخيالية الصيفية" التي سطرها في بطولة كأس العالم 2006، التي استضافتها ألمانيا، عندما وصل المنتخب الملقب بالماكينات إلى الدور قبل النهائي. ويتطلع يوليان ناغلسمان، المدير الفني للمنتخب الألماني، لقيادة الفريق للوصول لأبعد دور ممكن، خاصة وأنه استطاع في فترة وجيزة أن يعيد الثقة للاعبيه وللجماهير، حيث تولى تدريب المنتخب الألماني بعدما ودع آخر نسختين من كأس العالم من دور المجموعات بالإضافة لتوديع النسخة الأخيرة من بطولة أمم أوروبا من دور ال16. تألق خطي الوسط والهجوم ورغم صعوبة طريق المنتخب الألماني للوصول للنهائي، في حال عبر الدنمارك، حيث تنتظره منتخبات قوية مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال وبلجيكا، يرفع ناغلسمان شعار التحدي مع لاعبيه الشباب من أجل حلم الوصول للمباراة النهائية التي تقام ببرلين. وسيكون في انتظار المنتخب الألماني الفائز من مواجهة دور ال16 الأخرى بين إسبانيا وجورجيا، ولكن يتعين عليه في البداية أن يعبر عقبة المنتخب الدنماركي، الذي لم يخسر في آخر سبع مبارياته له، محققا خلالها خمس انتصارات وتعادلين. وسيدخل المنتخب الألماني المباراة بثقة كبيرة، لاسيما بعد أدائه في المباريات الثلاث، بالإضافة لتألق لاعبي خط الوسط والهجوم حيث سجل المنتخب الألماني حتى الآن ثمانية أهداف في البطولة، وتلقى هدفين. ويعول ناغلسمان بشكل رئيسي على تألق جمال موسيالا وإلكاي غويندوغان وتوني كروس وفلوريان فيرتس، بالإضافة إلى نيكلاس فولكروغ. وتحوم الشكوك حول مشاركة أنطونيو روديغر في المباراة بسبب إصابته بشد في عضلة الفخذ، وفي حال تأكد غيابه عن اللقاء، سيكون ناغلسمان مضطرا للاعتماد على قلبي دفاع جديدين لاسيما وأن المدافع الأساسي الآخر يوناتان تاه سيغيب عن اللقاء بسبب الإيقاف. وقد يشرك ناغلسمان نيكو شلوتربيك وفلاديمار أنطون، اللذين لم يلعبا سويا من قبل، علما بأن مجموع مبارياتهما الدولية 15 مباراة. ورغم أن المنتخب الألماني هو المرشح الأبرز للفوز بالمباراة لكن نيكلاس فولكروغ، مهاجم المنتخب الألماني حذر من خطورة المنتخب الدنماركي. وقال فولكروغ عبر قناة "ماغينتا": "أعتقد أن منتخب الدنمارك المنافس الأكثر تنظيما الذي يمكن أن نواجهه، إنه يعمل بجدية ويتميز بالتماسك الشديد عند الاستحواذ على الكرة أو بدونها". نقاط قوة منتخب الدنمارك في المقابل، يعلم المنتخب الدنماركي أنه لن يكون المرشح الأبرز للفوز بالمباراة، ولكنه سيسعى جاهدا لتحقيق المفاجأة والتغلب على المنتخب الألماني في عقر داره والتأهل لدور الثمانية. وتأهل المنتخب الدنماركي، المتوج باللقب في 1992 على حساب المنتخب الألماني، لهذا الدور محتلا المركز الثاني بالمجموعة الثالثة بعدما تعادل في مبارياته الثلاث بدور المجموعات، أمام سلوفينيا (1/1) وأمام إنجلترا بنفس النتيجة، وأمام صربيا سلبيا. ورغم عدم تمكنه من تحقيق أي انتصار حتى الآن في البطولة، يرى كاسبر هيولماند أن فريقه قادر على إحراج المنتخب الألماني وتحقيق الفوز والتأهل لدور الثمانية. ويملك هيولماند العديد من اللاعبين المتميزين الذي يعول عليهم يأتي في مقدمتهم ويانيك فيسترغارد وكريستيان إريكسن ويوناس فيند وراسموس هويلوند. وعن مواجهة المنتخب الألماني قال فيند، لاعب فريق فولفسبورغ: "إنها مباراة مميزة بنسبة 100%، سيكون أمرا جيدا أن نلعب أمام البلد المضيف ونأمل في أن نكون قادرين على إزعاجهم قليلا". وأوضح: "لا يجب أن نتكلم كثيرا عن الخبرات، لدي خبرة في هذا الملعب، لكنها ليست أفضل الاحصائيات". وسيفتقد المنتخب الدنماركي لجهود مورتين هيولماند بسبب الإيقاف لتراكم الإنذارات. ولن يجد مدرب الدنمارك مشكلة في إيجاد البديل المناسب حيث يتواجد في قائمة المنتخب الدنماركي ثنائي فريق برينتفورد الإنجليزي كريستيان نورغارد وماتياس ينسين بالإضافة إلى أن توماس ديلاني تعافى من المرض وشارك كبديل في مباراة صربيا الأخيرة.