يستضيف مساء اليوم الخميس، باير ليفركوزن الألماني، الذي يخوض موسماً استثنائياً، روما الإيطالي، على ملعب "باي أرينا"، برسم إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم "يوروبا ليغ". ويسعى لبفركوزن الذي يبدو مرشحا فوق العادة لبلوغ نهائي الدوري الأوروبي، لتفادي الهزيمة ليس فقط لبلوغ النهائي المقرّر في دبلن، وإنما للانفراد بالرقم القياسي لسلسلة من 49 مباراة بلا خسارة هذا الموسم في مختلف المسابقات. ويتقاسم رفاق أمين عدلي، حالياً الرقم القياسي مع بنفيكا البرتغالي، الذي حقق هذا الإنجاز بين عامي 1963 و1965 بقيادة الأسطورة أوزيبيو. وكان ليفركوزن الذي يبدو مرشحا فوق العادة لبلوغ نهائي الدوري الأوروبي، حطّم الرقم القياسي لسلسلة من 43 مباراة بلا خسارة المسجل باسم يوفنتوس الإيطالي بين عامي 2011 و2012 والذي كان الأفضل لاحد فرق البطولات الخمس الكبرى في أوروبا. وضمن النادي الألماني بقيادة مدرّبه الإسباني شابي ألونسو إحراز الدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخه، وبلغ نهائي كأس ألمانيا، حيث يلتقي كايزرسلاوترن من الدرجة الثانية في 25 ماي الجاري، أي أنه يستطيع إحراز الثلاثية. واعتبر حارس ليفركوزن الفنلندي المخضرم، لوكاس هراديتسكي، إثر معادلة فريقه لرقم بنفيكا بعد الفوز على آينتراخت فرانكفورت (5-1) في الدوري نهاية الأسبوع الماضي، أن الانفراد بالرقم القياسي هو "حافز إضافي" مضيفا: "إنه إنجاز قريب جداً. أستطيع رواية هذا الأمر لأحفادي". وكان ابن الرابعة والثلاثين يشير إلى اقتراب ليفركوزن من إنهاء الدوري بلا خسارة، وهي سابقة في دوري بوندسليغا الذي انطلق عام 1963 حيث تتبقى له مباراتان. كما أنه بات على بعد خمس مباريات من إنهاء الموسم في جميع المسابقات بلا أي هزيمة أيضاً في إنجاز غير مسبوق. وللمفارقة، فقبل انطلاق الموسم الحالي، كان سجل ليفركوزن يتضمّن الفوز بلقبين فقط في تاريخه في كأس الاتحاد الأوروبي "يوروبا ليغ حالياً" 1988 وكأس ألمانيا 1993، أما الآن فهو يقف على عتبة إحراز ثلاثية في الموسم الأول الكامل بإشراف ألونسو. وكان لاعب وسط ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ السابق، تسلم تدريب ليفركوزن في الخامس من أكتوبر عام 2022 عندما كان يحتل الفريق المركز قبل الأخير في الدوري، ونجح في إنهاء الموسم في المركز السادس محلياً وبلغ نصف نهائي إحدى المسابقات الأوروبية للمرة الأولى في 21 عاماً قبل أن يسقط أمام روما بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. ووصف المدير الرياضي لليفركوزن، رودي فولر، مهاجم منتخب ألمانيا السابق الاستعانة بخدمات ألونسو بأنه "قرار شجاع ومثالي". وأشاد فولر بعمق تشكيلة ليفركوزن بالقول: "نملك عمقاً رائعاً. من النادر في كرة القدم ألا تعزّز فقط المراكز الأساسية، بل أيضاً الرديفة. هذا هو السر بعدم خسارة ليفركوزن أي مباراة". وتابع: "الثلاثية ما زالت قائمة، لكن بغض النظر عما سيحصل نحن نعيش موسماً استثنائياً". ونجح ألونسو في المحافظة على هذه السلسلة وعدم خسارة أية مباراة رغم إراحته بعض اللاعبين أمثال صانع الألعاب فلوريان فيرتز والظهير الأيسر الإسباني أليكس غريمالدو خلال مواجهة فرانكفورت. وعلّق ألونسو على عدم مشاركة اللاعبين بقوله: "كانا يعانيان من مشاكل طفيفة في الأيام الأخيرة، وبالتالي لم نتخذ أي مخاطرة بشأنهما، لقد عاودا التدريبات وجاهزان لمباراة روما". ويتألق فيرتز بشكل لافت هذا الموسم وقد سجّل 4 أهداف ونجح في 4 تمريرات حاسمة في 9 مباريات في "يوروبا ليغ" هذا الموسم بينها هدف في مرمى روما ذهاباً، وأشاد به مدربه بعد المباراة قائلاً: "لا يزال في الحادية والعشرين من عمره وأمامه مستقبل رائع". ويرى ألونسو أن نجاح الأندية الألمانية في المسابقات الأوروبية عزز من أهداف فريقه بهذا الموسم الرائع. وقال المدرب الإسباني: "3 فرق ألمانية إلى نصف النهائي لأكبر بطولتين أوروبيتين أمر إيجابي للغاية للبوندسليغا. أهنئ دورتموند وصوله لنهائي دوري الأبطال، وبالطبع مديره الفني إدين ترزيتش". وبسؤاله عما إذا كان الدوري الإنجليزي مازال هو الأفضل في العالم، أجاب ضاحكا: "يمكنك قول الكثير من الأشياء، ولكن النتائج هي الحقيقة. لا يمكنك مناقشتها". ويمثل الدوري الإنجليزي في الدور قبل النهائي بالبطولات الأوروبية، فريق واحد هو أستون فيلا في دوري المؤتمر الأوروبي (كونفرنس ليغ). وفي المباراة الثانية، يملك أتالانتا الإيطالي أفضلية نسبية على مرسيليا الفرنسي بعد أن عاد بالتعادل (1-1) من أرض الأخير. وكان الفريق الإيطالي ضرب بقوة في ربع النهائي عندما ألحق هزيمة قاسية بليفربول الإنجليزي بثلاثية نظيفة في عقر داره ملعب "أنفيلد" في طريقه إلى نصف النهائي. ويملك أتالانتا لقباً وحيداً كبيراً في تاريخه، عندما توّج بكاس إيطاليا عام 1963، ولديه الفرصة للفوز بالكأس مرة جديدة هذا الموسم عندما يلاقي يوفنتوس بالنهائي قبل نهاية هذا الشهر، لكن عليه أولاً تأمين بطاقة أول نهائي قاري على الإطلاق. في المقابل يرغب مارسيليا الذي يلعب له الدوليين المغربيين، أمين حارث وعز الدين أوناحي، في العودة لنهائي البطولة التي وصل إليه آخر مرة في موسم 2017 – 2018 عندما خسر من أتليتكو مدريد بثلاثية نظيفة.