قدم الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي، قراءة مُقارنة بين جلسات الحصيلة المرحلية للحكومات المغربية الأخيرة (عبد الإله بنكيران، سعد الدين العثماني، وعزيز أخنوش). وقال عمر الشرقاوي في تدوينة مطولة على حسابه الرسمي على منصة "فيسبوك"، إنه منذ اعتماد دستور 2011، تم تفعيل آلية الجلسات المخصصة لتقديم رئيس الحكومة للحصيلة المرحلية، 4 مرات، مرة واحدة في عهد عبد الاله بنكيران، ومرتان في عهد حكومة سعد الدين العثماني، مرة واحدة في عهد عزيز أخنوش في انتظار أخرى قبل نهاية ولايته. ومن خلال الممارسة، يضيف المحلل السياسي ذاته، يمكن رصد المشترك بين جلسات الحصيلة المرحلية ل3 حكومات الأخيرة، وفق العناصر التالية: – كل المبادرات طلب عقد الحصيلة، كانت بمبادرة من رؤساء الحكومات (بنكيران، العثماني، أخنوش) بالرغم من أن الدستور في الفصل 101 يمنح حق المبادرة لثلث اعضاء مجلس النواب أو أغلبية أعضاء مجلس المستشارين. – كل الجلسات المخصصة للحصيلة المرحلية جاءت بعد انتهاء نصف الولاية رغم أن الدستور لا يحدد موعدا لعقدها. – كل الجلسات المخصصة للحصيلة المرحلية جاءت بعد انتخاب الهياكل الجديدة لمجلس النواب. أما فيما يتعلق بعناصر الاختلاف، أورد عمر الشرقاوي، أنه يمكن حصر بعضها في الآتي: – اختلاف في طريقة عقد الجلسات، حكومة بنكيران عقدت جلسات الحصيلة عرضا ومناقشة أمام المجلسين مجتمعين، لكن حكومة سعد الدين العثماني وعزيز خنوش تميزت بتقديم عرض رئيس الحكومة أمام المجلسين مجتمعين، فيما تمت ستتم مناقشة رئيس الحكومة في كل مجلس على حدة بناء على قرار للمحكمة الدستورية أثناء نظرها في النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان. – من حيث العدد، فإن حكومة بنكيران لجأت مرة واحدة لعرض الحصيلة فيما حكومة العثماني لجأت لهذه المسطرة الدستورية لمرتين في 2019 و2021، بينما حكومة أخنوش عقد جلسة واحدة في انتظار جلسة اخرى قرب نهاية ولايتها. – من حيث زمن عقدها تعتبر حكومة أخنوش سباقة لطلب عقد الجلسة مباشرة بعد افتتاح نصف الولاية، فبينما عقدت جلسة أخنوش في 23 أبريل، فضل بنكيران ان تكون جلسته متأخرة في 7 يوليوز بينما العثماني في 12 ماي. – من حيث التعديل الحكومي، فإن حصيلة حكومة بنكيران والعثماني جاءت بعد تعديلات حكومية فيما حصيلة أخنوش تمت في استقرار حكومي لم يسبقه تعديل. – من حيث التجانس الحكومي والبرلماني، أخنوش قدم حصيلته المرحلية في ظل ارتفاع منسوب التجانس بين مكونات الأساتذة أغلبية بينما قدم بنكيران والعثماني حصيلتهما في ظل توتر داخل الاغلبية (حرب بنكيران مع الاستقلال ثم حربه مع الاحرار، ثم حرب العثماني مع التقدم والاشتراكية). – من حيث المعارضة، فإن حصيلة حكومة أخنوش تجري في ظل معارضة ضعيفة ومتصارعة بينما حصلتي حكومة بنكيران والعثماني جرت في ظل معارضة قوية. – من حيث الغلاف الزمني لعرض رئيس الحكومة للحصيلة يمكن القول أن عرض أخنوش هو الأطول بعدما تجاوز خطابه 2h20mm مقارنة مع خطابات بنكيران والعثماني. – من حيث قوة الحصيلة المرحلية، فإن حصيلة أخنوش تبدو القوية على المستوى الكمي والأرقام وحجم المنجز تأتي بعدها حكومة بنكيران التي تزامنت مع مرحلة تأسيسية دستوريا ومؤسساتيا بينما كانت حصيلة نصف ولاية العثماني التي صادفت اعفاءات الحسيمة متوسطة. – من حيث شكلية منتوج الحصيلة تميزت حصيلة أخنوش باحترافية أكبر من حيث الوثائق المرفقة بالحصيلة وترجماتها باللغة الأمازيغية والفرنسية والإنجليزية. – من حيث الكلفة المالية المرصودة لما تم انجازه خلال نصف الولاية لا سيما في المجال الاجتماعي، تبدو أن حكومة أخنوش متفوقة بشكل كبير على الحكومتين السابقتين.