تمكنت السلطات الإقليمية بعمالة اٍقليم الحوز، وبتنسيق مع جميع المصالح الخارجية الأمنية والإدارية والقوات المسلحة الملكية والجمعيات والمنظمات الأجنبية، بتعليمات ملكية سامية من مباشرة عمليات الإنقاذ والإغاثة في مختلف الدواوير القروية التي ضربتها الهزة الأرضية القوية الأسبوع الماضي وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، والسعي إلى السيطرة على الوضع العام لإعادة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا. وأوضحت السلطات الإقليمية، أنه إلى غاية اليوم، خلف الزلزال حوالي 1684 حالة وفاة في مختلف المناطق القروية التي ضربتها الهزة الأرضية، لاسيما في دائرتي أسني وأمزميز، فيما تم تسجيل جروح متفاوتة الخطورة في صفوف حوالي 1437 شخص تم انتشالهم من تحت الأنقاض. وتم تسجيل حوالي 3269 تدخل ميداني من قبل فرق الإنقاذ البالغ عددها 11 فرقة، أي ما يقارب حوالي 3334 منقذ ومنقذة كانوا في الميدان انطلاقا من الساعات الأولى من تسجيل الهزة الأرضية القوية بإقليمالحوز. وتعلق الأمر بالسلطات الإقليمية والمحلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والأمن الوطني وعناصر الإنعاش الوطني والوقاية المدنية و متطوعين من جمعيات وطنية وأجنبية والهلال الأحمر. كما استعانت فرق الإنقاذ بكلاب مدربة، تمكنها تجربتها من البحث عن الجثث وانتشالها، اٍذ تمت الاستعانة بحوالي 64 من الكلاب المدربة. وفي مجال الطرق، تمكنت اللجنة الإقليمية لليقظة الموسعة التي يرأسها رشيد بنشيخي، عامل إقليمالحوز، من فتح 14 طريقا ( طرق وطنية وجهوية وإقليمية ومسالك قروية) المؤدية إلى المناطق المتضررة بفعل الزلزال، بالاستعانة بحوالي 119 آلية. وواصلت اللجنة الاقليمية لليقظة الموسعة عملها الميادني تنزيلا للإجراءات المتخذة على مستوى وزارة الداخلية، بناء على التعليمات الملكية السامية وبتنسيق مع باقي الوزارات، بتوفير 4 مروحيات لإجلاء المتضررين من الزلزال ونقل المصابين نحو المستشفيات، وأيضا نقل المساعدات الغذائية لفائدة المحاصرين في مناطق قروية نتيجة تدحرج كبير للصخور والأحجار الضخمة والتي منعت حركة السير. واستعانت اللجنة الاقليمية بتنسيق مع السلطات الصحية بأزيد من 150 سيارة اٍسعاف من أجل تيسير عملية نقل المصابين نحو المستشفيات، ووحدات العلاج. أما بخصوص فرق الإنقاذ الأجنبية المشاركة في هذه عمليات الإنقاذ والإغاثة، فقد تعلق الأمر بفرق لها خبرات عالية في تدبير الأزمات الى جانب الفرق الوطنية، من دول: قطر واسبانيا والامارات وبريطانيا، وبلغ عدهم 470 شخص. والى ذلك فقد ثمن المواطنون عمليات التدخل الميداني الذي وصف بالمنظم، لاسيما الذي رافق عمليات إيواء المتضررين والناجين من الزلزال، اٍذ تم تسجيل تغطية شاملة لفائدتهم في جميع المناطق المتضررة بالمواد الغذائية التي أشرفت عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وجمعيات ومتطوعين ومحسنين ومتعاونين، وأيضا عمليات توزيع الخيم على حوالي 20 ألف أسرة . ومن أجل توفير هذا المأوى، فقد ركزت السلطات المحلية على الأسر التي خسرت بيوتها بشكل كلي أو جزئي. وفي ذات السياق، فقد تم أيضا خلق وحدة في أمزميز لإنتاج الخبز من قبل ولاية الأمن بمراكش، مستعينة بخبرة عدد من الأفراد، وهو عمل نال استحسان الساكنة المحلية لفقدان مادة الخبز من المحلات التجارية. وعودة إلى موضوع الخيم، ومن أجل منع انتشار أمراض محتملة معدية في صفوف المواطنين المستفيدين من الايواء، تم تزويد المساحات الأمنية التي خصصت لنصب الخيم، المراحيض، أيضا توفير الماء الصالح للشرب الكهرباء، وتجنيد عمال الإنعاش والجماعات من أجل النظافة. وأعلنت اللجنة الاقليمية لليقظة الموسعة عن بدء عمليات إزالة مخلفات الزلزال في 27 جماعة متضررة من أصل 40 جماعة ترابية بإقليمالحوز، اذ تمت تعبئة جميع الآليات المخصصة لهذا الغرض بتنسيق مع السلطات المحلية. وفي قطاع التعليم، فقد أشرفت اللجنة الاقليمية بتنسيق مع مديرية التعليم بالحوز، على عملية إعادة التلاميذ إلى المدرسة من خلال نصب خيم نموذجية على شكل حجرات دراسية تتوفر على جميع التجهيزات الضرورية واللوازم المدرسية، واقترحت إطلاق هذه العملية ابتداء من الأسبوع المقبل، اٍذ باشرت تنفيذ هذا الإجراء طيلة الساعات الماضية. فيما سيتم إحالة حوالي 6 ألاف تلميذ يدرسون في الإعدادي والثانوي على مؤسسات تعليمة بمراكش، وتوفير الايواء والتغذية لفائدتهم. هذا وتواصل السلطات الصحية تقديم مزيد من التدخلات الطبية والصحية لفائدة الجرحى في مختلف المناطق، بالإضافة الى توفير الأطقم طبية للدعم النفسي لجميع الفئات العمرية المتضررة من الزلزال.