أعربت المملكة المغربية، اليوم الاثنين، عن تضامنها الكامل مع دولة ليبيا الشقيقة على إثر العاصفة والفيضانات التي شهدتها بعض مناطق هذا البلد وأسفرت عن خسائر عديدة في الأرواح والممتلكات. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة المغربية تعبر أيضا عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لدولة ليبيا ولشعبها الشقيق ولأسر الضحايا في هذا المصاب الأليم وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين. وذكر مسؤولون ومصادر طبية أن السيول التي ضربت شرق ليبيا جراء العاصفة "دانيال" تسببت في مقتل وفقدان الآلاف، في أكبر كارثة طبيعية تشهدها البلاد من عشرات السنين. وقال وزير الصحة الليبي في الحكومة المكلفة من البرلمان بطبرق عثمان عبد الجليل -في تصريحات للجزيرة في وقت مبكر اليوم الثلاثاء- إن التقديرات الأولية تشير إلى نحو ألفي قتيل سقطوا في مدينة درنة وحدها. وأضاف عبد الجليل أن السلطات بالمنطقة الشرقية تتوقع آلاف المفقودين جراء الفيضانات والسيول في درنة فقط، مشيرا إلى أن المرجح أن السيول والفيضانات بالمدينة ناجمة عن انهيار سدين. وأشار المسؤول الليبي إلى أن صعوبات تواجه عمليات الإنقاذ في المناطق المنكوبة بالفيضانات. وبالإضافة إلى درنة شربت السيول مدنا أخرى في الشرقي الليبي ينها البيضاء وشحات وسوسة وخلفت أيضا ضحايا وأضرارا مادية كبيرة. وكان رئيس الحكومة المعينة من البرلمان في شرق ليبيا أسامة حماد تحدث في وقت سابق عن نحو ألفي قتيل مع عدد كبير من المفقودين. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي طلب من الدول الصديقة والشقيقة تقديم المساعدة للمناطق المنكوبة لانتشال الضحايا وتأمين الإمدادات الضرورية نتيجة الفيضانات الكارثية. بدوره، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة -في اجتماع طارئ للحكومة- جميع البلديات التي تعرضت للسيول مناطق منكوبة، وأصدر تعليمات إلى الجهات العامة باتخاذ كل الإجراءات لمواجهة الأضرار الناجمة عن هذه السيول. كما أعلن الدبيبة الحداد 3 أيام على ضحايا السيول في شرق البلاد. والعاصفة التي ضربت شرق ليبيا أدت إلى تساقط أمطار غزيرة تجاوزت 400 مليمتر على بعض المناطق، ونتج عن ذلك فيضانات وُصفت بغير المسبوقة منذ عقود.