على بعد أيام قليلة من بداية الموسم الصيفي، تبشر كل المؤشرات بآفاق جيدة للقطاع السياحي الوطني، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها كافة الأطراف المعنية لجعل المملكة ضمن الوجهات السياحية الأولى عالميا. فقد تم وضع "الترويج" و"التسويق" للوجهات المغربية في صلب الاستراتيجيات السياحية التي اعتمدتها الوزارة الوصية ومهنيو القطاع، الذين يبذلون قصارى جهودهم لإبراز مميزات الوجهة السياحية للمملكة وتعزيز تموقعها، لاسيما في ظل التوجهات الجديدة التي يشهدها القطاع، والتنافسية القوية والتطورات التي تعرفها الأسواق المصدرة للسياح. ويبدو أن اعتماد استراتيجية تواصلية ترتكز على تدبير السمعة الإلكترونية لوجهة المغرب، والترويج للفعاليات والتظاهرات، والمشاركة في المعارض الدولية، وإقامة شراكات مع فاعلين مغاربة وأجانب في القطاع، يعد حجر الزاوية للنجاح في تعزيز سمعة الوجهات المغربية وجذب المزيد من السياح. وهكذا، وعلاوة على الأربعة ملايين سائح الذين زاروا المملكة خلال الشهور الأربعة الأولى من هذه السنة، بارتفاع نسبته 13 في المئة مقارنة بسنة 2019، فإن العديد من المشاريع والمبادرات تؤشر على المستقبل الواعد لوجهة المغرب، من بينها، على الخصوص، افتتاح عدة وحدات فندقية، على غرار الوحدة الجديدة " Conrad Rabat Arzana" بهرهورة، وفندق "Fairmont La Marina" بالرباط-سلا، و" Fairmont Tazi Palace " بطنجة و" Nobu Hôtel " بمراكش. كما يتعلق الأمر بإطلاق العديد من الخطوط الجوية مع عدة أسواق مصدرة، من بينها إطلاق رحلات أسبوعية مباشرة، خلال شهر ماي الماضي، تربط بين أكادير ومدن ستوكهولم بالسويد وكوبنهاغن بالدنمارك، وذلك بناء على الاتفاق الموقع بين المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الطيران "Scandinavian Airlines". ويعد التواصل والفعاليات ودعم المبيعات والشراكات مع الفاعلين في المجال (منظمو الرحلات، شركات الطيران، ..)، قنوات التدخل الرئيسية المستخدمة في إطار الاستراتيجية الوطنية الخاصة بقطاع السياحة، والتي تنضاف إليها خارطة الطريق الاستراتيجية الجديدة للسياحة 2023-2026، التي تتوخى تحويل القطاع من خلال العمل على مختلف الروافع الأساسية، بما في ذلك تعزيز الترويج والتسويق، وإرساء منطق جديد للعرض يرتكز على تجربة الزبون. وعلى مستوى التسويق، حددت الوزارة لنفسها كمهمة رئيسية إعداد وتفعيل استراتيجية مناسبة تتماشى مع التطور الذي تشهده الأسواق، عبر الاستفادة من مؤهلات الوجهة، وذلك من خلال "تدبير العلامة السياحية للمغرب" في الأسواق ذات الإمكانات العالية، و"تدبير محفظة المنتوجات" و "إدارة استراتيجية السياحة الداخلية ومغاربة العالم".