بعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرت الانتخابات اليوم، الأحد، من دون حوادث تذكر ولكن في أجواء من الاستقطاب الشديد بين مرشحين رئيسيين: الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان وزعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو. أدلى الناخبون في تركيا المنقسمة بشدة بأصواتهم الأحد لاختيار رئيس خلفا للرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب إردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عاماً. وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرى الاقتراع في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين إردوغان [69 عاماً] وخصمه كمال كيليتشدار أوغلو [74 عاماً] الذي يقود حزباً ديموقراطياً اجتماعياً وعلمانياً. وأغلقت مكاتب الاقتراع البالغ عددها حوالى 200 ألف في تركيا الأحد عند الساعة 17.00 بالتوقيت المحلي بعدما استقبلت حشوداً من الناخبين منذ الصباح بدون تسجيل حوادث تذكر، لانتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية وتجديد أعضاء البرلمان. النتائج شبه الرسمية أظهرت النتائج الأولية بعد فرز 97% من الأصوات، حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 49.37% من الأصوات في انتخابات الرئاسة، في حين حصل منافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو على 44.94%. وحصل المرشح سنان أوغان على 5.25%. وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التركية 88.75% في الداخل و51.92% في الخارج. جولة ثانية ودور سنان أوغان ,مع تقدم الليل والانتهاء من فرز نحو 97 بالمئة من الأصوات، يمكن القول إن تركيا التي يحكمها الرئيس رجب طيب إردوغان منذ واحد وعشرين عاماً شهدت انتخابات طاحنة، يبدو أنها ستقودها إلى سابقة في تاريخها الحديث. أدناه أبرز ما حدث في هذا اليوم الطويل: وللفوز بالرئاسة من الجولة الأولى، يجب على أحد المرشحين الحصول على 50 بالمئة من أصوات المقترعين + صوت واحد فقط. هذا الأمر لم يحصل وعجز عنه [حتى فرز 97 بالمئة من الأصوات] إردوغان وزعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو. وبطبيعة الحال سيقود هذا تركيا إلى جولة ثانية من الانتخابات في 28 مايو الحالي وهذه سابقة في تاريخ الدولة التركية الحديثة. ومع حصول المرشح القومي سنان أوغان على 5.25 بالمئة من الأصوات [مع فرز 97 بالمئة] يبدو أن الرجل سيكون صانع الملوك في الجولة المقبلة. إلى من سيميل؟ بديهياً، من المستبعد أن يدعم أوغان المعارضة كونه من القوميين ومن المرجح أن يدعم إردوغان. ولكن مع ذلك، رفض اليوم الأحد الكشف عن ذلك وقال: أمامنا 15 يوما صعبة في حال توجهنا إلى جولة ثانية. ومن الملاحظ كمنا توقع المراقبون تراجع الاهتمام كثيرا بالمرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية، سنان أوغان. وكان المرشح الرابع في الانتخابات الرئاسية، محرم إنجه، قد انسحب من السابق الخميس الماضي، وذكر إنجه، وهو زعيم حزب "البلد"، أنه اتخذ قراره لأنه لم يعد يتحمل الاتهامات التي تلاحقه مثل تشتيت أصوات المعارضة. وبقي في المنافسة أوغان الذي قال في تصريحات صحفية لدى الإدلاء بصوته في أنقرة إنه يطالب المواطنين الأتراك بالإدلاء بأصواتهم. وأعرب عن أمله في أن تمر عملية التصويت بسلام وأمن. لكن ما كان لافتا في أحاديثه الأخيرة تأكيده أن هدفه الحالي هو ألا تحسم الانتخابات من الجولة الأولى، إنما دفع البلاد نحو جولة ثانية. وردا على سؤال بشأن خطته في حال الانتقال إلى الجولة الثانية من الانتخابات، أجاب بأن تحالفه سيناقش الأمر مع الأحزاب الأخرى، مؤكدا أن الأمر يتعلق بالمبادئ لا بالمكاسب مثل الوزارات. لكن مراقبين يرون أنه يسعى بالفعل لتحقيق مكاسب مقابل دعم أي مرشح. وفي الجولة الثانية، يستطيع فيها مساومة المرشحين الآخرين للفوز بتأييده مقابل الحصول على مكاسب سياسية مثل المناصب الوزارية. وفي حال لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في هذه الجولة، ستحتكم تركيا إلى جولة ثانية في 28 مايو الجاري.