ناشد نجل الدكتور حسن التازي، المتهم في قضايا النصب والاحتيال والتزوير والاتجار بالبشر، الملك محمد السادس للتدخل، وذلك مع اقتراب إحالة الملف إلى المحكمة بعد انتهاء التحقيق. ونشر حمزة، التازي على الصفحة الرسمية لوالده، على موقع "فايسبوك"، مقطع فيديو، يسرد من خلاله رسالة استعطاف، للملك محمد السادس، قائلا: " تمر اليوم الذكرى السنوية الأليمة التي تم فيها سجن والدي الاثنين البريئين مما نسب إليهما، وعلى امتداد هذه السنة ما فتئت اطلع على تدوينات مضللة تنشر على الشبكات الاجتماعية تتعلق بعائلتي وأربأ بنفسي عن الرد احتراما لقدسية التحقيق، إنها سنة تمر وأنا بمعية أخي مصعب، الشابان في مقتبل العمر، نكافح من أجل السير قدما في المهمة التي أخذها والدي على عاتقه وهي إنقاذ الأرواح البشرية". وتابع نجل التازي، "إنها سنة تمر ونحن الاثنين وإن كنا نبذل ما أوتينا من الجهد حفاظا على مصحة الشفاء قائمة، خدمة للصحة في المغرب وحفاظا على قوت 1000 عائلة، إلا أن الأمر صار يتجاوز طاقتنا والانهيار وشيكا، إذ أن لا ممتلكاتنا ولا مالنا أضحيا تحت أيدينا، وإنني إن سمحت لنفسي بكتابة هذه الرسالة، فلأنني أريد مشاركة ما يختلج أعماقي وأعماق أفراد عائلتي حسن ومنية ومصعب ومحمد من مشاعر الألم الممض، حيث تعيش هذه العائلة اختبارا عسيرا وقاسيا من العسر والقساوة حتى أضحى يفوق ما اجتررناه من ألم بوفاة أخي". وأوضح حمزة التازي أن الحالة الصحية لوالديه الاثنين "هي في تدهور يوم تلو الآخر ولكم أن تتصوروا حالة أسرة التي عملت على امتداد 40 سنة على بناء مستقبلها بكل جد واستحقاق لتجد نفسها في آخر المطاف لقمة سائغة في فم من يكيل لها الاتهامات الباطلة ولكم أيضا أن تتصوروا وضع والدي الذين ما زالا ممنوعين من الالتقاء رغم مضي أكثر من سنة. وأود هنا أن أدعم تلك الرسالة المرئية التي نشرها أخي الأصغر تأكيدا لبراءتنا التي ستظهر للملأ عما قريب، إن السجن الذي تعرض له والدي يعزى لكونه كان شخصا يحظى بتغطية إعلامية وكان يغامر بالتطرق لمواضيع حساسة لا تعنيه في شيء. والأكيد أن الوضع صار عسير التحمل وطالتنا عقوبة قاسية، درس مرير نجتره منذ ما يفوق السنة". وتابع المتحدث ذاته: "ولكن للأسف، يبدو أن الهدف الأخير هو تدميره وتدمير زوجته وأبنائه ومصحته ومسيرته المهنية كجراح، واسمحوا لي أن أبلغ من أعماق القلب أسفي واعتذاري باسمه قاطعا العهد على نفسي ألا يتحدث مرة أخرى عن مواضيع من هذا القبيل، وأنا مضطر ومجبر للدفاع عن والدي، ذلك الرجل الاستثنائي ذو القلب الكبير. كان دائما يسعى إلى أن يمثل بلده وملكه ودينه بكل حبوشرف وحسن نية، ولم يسبق له أن أخل بقسم الطبيب الذي أداه طوال حياته". وأكد التازي، أن والديه بريئين من هذه التهم قائلا: "من العصي على الفهم أن تقوم شخصية، تشكل مرجعا دوليا في مجال تخصصها تحظى بتقدير أرقى الجمعيات الدولية في مجال جراحةالتجميل، تستطيع أن تعيش عيشا كريما من عملها والتي أنقذت حياة آلاف الأشخاص بفضل علمها وجراحتها التقويمية، بالاتجار فيالبشر سعيا لكسب دريهمات قليلة، من دون مجال للشك الأمر مستحيل، وأود أن أؤكد أنه بنهاية التحقيق لم يرد اسم أبي ولو مرة واحدة في ملف الشرطة. كما أن امي لا علاقة لها بالمطلق مع هذه القضية وكيف لهاأن تكون كذلك بينما كانت تعيش حياة كريمة وكانت قد فقدت للتو فلذة كبدها. أؤكد لكم والحالة هذه أن قاضي التحقيق على قناعة ببراءة عائلتي". وأضاف: "من المؤلم جدا أن يضع المغرب أحد أكبر جراحيه التجميليين الدوليين خلف القضبان مع زوجته وأخيه، الأمر يجعل النجاح بالنسبة لي مدعاة للخوف. إن الضحية الوحيدة في هذه القضية الجنائية ليست سوى عائلتنا. وها أنا أقضي هذا الشهر الفضيل للمرة الثانية وحيدا دون عائلتي والرعب ينتابني أن يحصل لي شيء ما، رعب في الحضور للمستشفى حيث أشتغل رعب من مستقبلي ومن مستقبل اخوتي. تطالناأعين المراقبين كما لو كنا مجرمين خطيرين، في أحضان وطن أكن له حبا كبيرا بلد قررت فيه أن أتمم دراستي لأصبح طبيبا وأعالج إخوانيوأخواتي من أبناء هذا الوطن"، وختم نجل التازي رسالته بالقول: "إنني أدعوا الله مخلصا في بداية شهر الغفران أن يبلغ ما نقاسيه من معاناة إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس، حفظه اللهورعاه، وأن يتفضل علينا بعطفه حتى يكف هذا الكابوس الذي أرخى علينا بضلاله، هو ملاذنا الوحيد، بعد الله عز وجل. واستحضر هنا الآيةالكريمة التي وردت في خطابه جلالته بمناسبة عيد العرش: "فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً'، وألتمس منكم إخواني وأخواتي المغاربة أن تشاطروني ألمي حتى تبلغ معاناتنا صاحب الجلالة، نصره الله وأيده، ويشملنا بعطفه الكريم، إن كتابة هذه الرسالة هي نابعة من حبي للمغرب ولأخواتي وإخواني أبناء وطني ولملكي يحذوني أمل كبير في أن يستعيد والدي حريتهما وتتوقف هذه المعاناة".