عقد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مساء يوم الثلاثاء 08 مارس 2022، اجتماعا لتقييم مؤتمره الوطني العادي السابع، المنعقد يومي 04 و05 مارس الجاري، و مناقشة مجموعة من النقط التنظيمية والسياسية. وتوقف الاجتماع، وفقا لبلاغ صادر عن المكتب اليوم الأربعاء توصلت القناة بنسخة منه، عند برقية التهنئة التي بعث بها الملك محمد السادس، إلى عزيز أخنوش، بمناسبة تجديد الثقة فيه رئيسا للحزب للمرة الثانية من طرف المؤتمر الوطني السابع. وقال البلاغ: "وبهذه المناسبة عبر أعضاء المكتب السياسي عن عميق شكرهم و خالص عرفانهم للعناية الملكية السامية، مؤكدين على تسلحهم بالتوجيهات الملكية السامية المضمنة في البرقية المولوية، وكذا انخراط كل المناضلات والمناضلين في مواصلة العمل الجاد والهادف إلى توسيع مشاركة الشباب في العمل السياسي وكذا تعبئة كافة الموطنين والمواطنين حول القضايا ذات الاهتمامات الراهنة للمغرب". كما أكد المكتب السياسي أن الاستمرار في تقوية مؤسسات الحزب وتنظيماته الموازية، وتواجده المكثف بمختلف ربوع المملكة، والرفع من نوعية ووثيرة التواصل والتأطير والإنصات، " ليس فقط مسؤولية تنظيمية تساهم في توطيد أركان الحزب، بل كونها قناعة سياسية تنهل شرعيتها من الدستور أولا؛ ومن ثقة المواطنين الذين عبروا عنها يوم 8 شتنبر 2021، ثانيا"، مردفا أنه "إذا كان التعبير الانتخابي قد إنحاز إلى "مسار الثقة" والبرنامج الانتخابي، فإنه في نفس الوقت يمنح الشرعية الكاملة لحكومة صادرة من أغلبية منبثقة من صناديق الاقتراع". وسجل المكتب السياسي باعتزاز " بالغ نجاح انعقاد محطة المؤتمر الوطني السابع، الذي التئم في جو طبعته المسؤولية والالتزام (..)، يحيي عاليا كافة المناضلين والمؤتمرين على مساهمتهم الفعالة ونقاشاتهم المثمرة، و اقتراحاتهم السياسية العميقة، ويعبر عن الافتخار اللامتناهي بانخراط جميع الهياكل والأجهزة في المسار التعبوي للحزب، مؤكدا أن الأوراق السياسية خلال المؤتمر ستشكل الأرضية الصلبة التأطيرية للمرحلة المقبلة". من مسار الثقة إلى مسار التنمية: و بعد مناقشة مستفيضة واستعراض التطورات الراهنة المرتبطة بعمل الحزب، والتحديات المقبلة، أكد المكتب السياسي أن المؤتمر الوطني السابع الذي انعقد في وقت كسب فيه الحزب تحدي «مسار الثقة» بتصدره المشهد السياسي المغربي، "ليتطلع إلى كسب تحدي جديد يتمثل في تنفيذ «مسار التنمية»، على الرغم من السياقات المعقدة، وبرهانات جديدة تستجيب لانتظارات وتطلعات المغاربة، وعلى رأسها مواصلة ترسيخ دعائم الدولة الاجتماعية، مرتكزا على برامج الحزب والأغلبية الحكومية المتضمنة في البرنامج الحكومي الذي يشكل التزاما وتعاقدا حقيقيا مع المواطنين". "وإذ يستحضر المكتب السياسي محورية الحرص على بناء مؤسسة سياسية و تنظيمية قوية في الفترة الماضية، قادرة على القيام بأدوار التأطير والاقتراح واحتضان النقاش المنتج للحلول، مما مكن من النجاح في تحقيق معادلة الانصات و الحوار دون إخلال بمهام التفاعل مع المواطنين، فقد أجمع على أن مجهود الحزب في المرحلة المقبلة سيرتكز على تبني ذات القيم و الحفاظ على نفس تعبوي يرفع من مستوى التأطير، ويقوي المؤسسات الداخلية، مع توجيهها لخدمة "مسار التنمية" و الوفاء بالالتزامات عبر التقاطع مع المجهود الذي تقوم به الحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات المنتخبة"، يؤكد بلاغ الاجتماع. ثبات على قيم "الأحرار" ومواصلة الدينامية التنظيمية المنتجة: وتوقف أعضاء المكتب السياسي عند مرجعية الحزب السياسية المبنية على الديمقراطية الاجتماعية كمنهج للتدبير يروم محاربة الفقر والهشاشة و ينشد الانتصار للمناطق البعيدة وإدماجها في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، و بناء جسور بين السياسات العمومية التي تستهدف البنيات التحتية و أثرها على الإنسان. ومن هذا المنطلق أكد المكتب السياسي عن تطلعه خلال المرحلة المقبلة إدماج هاته القيم في مجهوده التنظيمي، "وذلك عبر الانفتاح على مجموعة من الهيئات الموازية من أجل أن يكون حسه الترفعي مستوعبا في شموليته لمختلف الاشكالات التي يعاني منها المجتمع". كما نوه المكتب السياسي بتفاعل المؤتمر الوطني السابع من خلال المصادقة بالاجماع على طلب خمس منظمات موازية جديدة تضاف إلى تلك الموجودة سلفا، "ما من شأنه أن يُغنِي النقاش العمومي المؤطر مؤسساتيا ويحتضن مجموعة من الأطر والكفاءات الراغبة في تقديم الاضافة النوعية للحزب وللمشهد السياسي في بلادنا". إلتزام بمهام التأطير لاسيما الذي يستهدف منه الشباب: وفي الشأن التنظيمي، عَبَّر المكتب عن اعتزازه الكبير بروح الانتماء المسؤول لكل المناضلين و المناضلات الأحرار و حرصهم على تحصين تنظيمهم السياسي عبر سيادة روح التوافق على أشغال المؤتمر الوطني السابع، وهو ما يعكس، وفق البلاغ، النتائج التي حققها الحزب على مستوى تجديد نخبه لإتاحة الفرصة للجميع للمساهمة في الدينامية التي يعرفها على مختلف المستويات. حيث أن المكتب السياسي الحالي "يعقد اجتماعه الأول، بنسبة تجديد تصل إلى حوالي 50 في المائة، وهو ما يعكس النفس الديمقراطي المكرس للتدوال المسؤول لمختلف المناضلين للمساهمة في مسار البناء الواعي لإكراهات المرحلة". وانسجاما مع الدينامية التي يعرفها الحزب أكد أعضاء المكتب السياسي على ضرورة إيجاد صيغ تحقيق مصالحة الشباب مع السياسة، عبر تعزيز الفضاءات الحاضنة لكل النقاشات التي تروم تقييم السياسات العمومية التي تستهدف مختلف انشغالاتهم على كافة المستويات، وتبني مقاربة تجعل من الفعل التشاركي بصفة عامة سواء أكان جمعويا أو سياسيا من المقدمات الأساسية للمصالحة، ما بين هيئات التأطير والشباب. وفي ختام الاجتماع، جَدَّد المكتب السياسي التأكيد على أن "مسار التنمية" الذي رفعه الحزب في مؤتمر الوطني السابع، وقبله "مسار الثقة" الذي حظي بثقة المغاربة، " ليس مجرد شعار لتمرير المرحلة، بقدر ما هو رؤية لتفعيل التعاقد السياسي الذي كرسته مخرجات صناديق الاقتراع باعتبارها التعبير الوحيد لإرادة المواطنين، يروم إلى إقرار إصلاحات عميقة، ستنعكس، إيجابا، وفي المدى المنظور، و بشكل مباشر على المواطنين".