وصلت عاصفة الجدل الواسعة التي انطلقت من مصر بسبب التشكيك في واقعتي الإسراء والمعراج إلى المغرب، وذلك بعدما خرج الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، في برنامج تلفزيوني له على فضائية "القاهرة والناس" بتصريحات يصف فيها "الإسراء والمعراج" بكونها "قصة وهمية كاملة". وأثارت القضية الرأي العام في مصر مابين دعوات الى مقاضاة عيسى، وافتاءات رجال دينٍ اعتبرت فيها عيسى "مرتدا" عن الدين الإسلامي، على اعتبار أنه أنكر شيئا مثبتا في الكتاب السماوي. في المغرب، تحدث الشيخ محمد الفزازي عن الموضوع برد أفرد له عنوان "التشكيك في الثوابت الدينية.. الإسراء والمعراج -نموذجاً-"، قال فيه: "كثر اللغط هذه الأيام بإثارة موضوع الإسراء والمعراج تحديداً ووضعه في خانة اللامعقول والخرافة والأساطير"، مضيفا: "من هؤلاء دجال العصر في مصر الإعلامي إبراهيم عيسى الذي وصف الحادث بالوهم والكذب… وقد أمرت النيابة العامة في القاهرة باعتقاله والتحقيق معه في المنسوب إليه، لا سيما وأنه قال ما قال على الهواء في برنامج تلفزيوني (القاهرة والناس)". وتابع الفزازي وهو يتحدث عن الوضع بالمغرب: "هناك نسخٌ كثيرة من إبراهيم عيسى في كل أرض الله. ونحن في المغرب لنا نصيبُنا من هؤلاء الدجاجلة غير أنه لا يتابعهم أحد بتهم زعزعة عقيدة المسلمين والسعي إلى بلبلة التماسك الاجتماعي الديني. فهم يسرحون ويمرحون في حماية ما يسمّى حريّة التعبير والرأي". وهاجم الفزازي بعضا من المغاربة بقوله: "دجاجلة المغرب ما هم إلا أصداء صوتية لما يُبتكر من تشكيك وإفك في القاهرة وتونس. وهم قلّةٌ بالمناسبة. ولعلّ عدم متابعتهم قانونياً هو من باب إهمالهم وإهمال مقولاتهم لكسادها وعدم الالتفات إليها إبتداءً. ربّما". وختم قائلا: "أقول لإخواننا الذين يجادلون المشككين في الثوابت، لا تجادلوهم في قصة الإسراء والمعراج، ولا في غيرها؛ وجادلوهم في (إقرأ) أي في الوحي نفسه… وسيتجلى لكم أنهم ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر… وما إثارةُ قصة المعراج سوى تشويشاتٍ على ملّة المسلمين، ولا أبا بكرٍ لها".