خلال خمس سنوات الاخيرة، اشتغل حزب التجمع الوطني للأحرار بشبابه وأطره وأعضاءه وعلى برنامج شامل يخدم المغرب الجديد بنظرة مشرقة، وركز في محتواه على خمس ركائز من أهمها قطاع الصحة، حيث ذكر بحسب برنامجه، أن الرعاية الصحية تصون كرامة المواطنين ومن الواجب على الحكومة المستقبلية توفيرها. وأطلق برنامج الأحرار على ركيزة الصحة في برنامجه السياسي عنوان 'تستاهل نظام صحي يحفظ كرامتك ويضمن ليك الولوج لخدمات صحية جيدة وقريبة'، هذا و لم ينتظر الأحرار الأزمة المرتبطة بتفشي جائحة كوفيد-19 ليجعلوا الصحة في صلب عرضهم السياسي. ويعتبر التجمعيون أنه لا سبيل إلى إنجاح تعميم الحماية الاجتماعية دون تأهيل المستشفى العمومي وتكوين الأطر الطبية، ولذلك وعد بمضاعفة الميزانية المخصصة للقطاع الصحي خلال الخمس سنوات المقبلة. ووفق البرنامج المعروض، سيتم إحداث نظام التكفل المباشر من أجل تقليص نفقات العلاج التي يتحملها المرضى، ويُعَدّ كل من نظام طب الأسرة وتفعيل الفحوصات المجانية والإجبارية لتتبع الحمل والمواليد الجدد كروافع أخرى للارتقاء بالمنظومة الصحية. كما يطمح لإحداث صندوق بتدبير شفاف يتيح تخصيص نصف مداخيل زكاة المال لتمويل الأمراض المزمنة. وعلى مستوى المستشفى، سيتم مضاعفة ميزانية الصحة العمومية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتعزيز الإمكانيات المادية للصحة العمومية، مع الرفع من عدد الأطباء ومهنيي القطاع وتحسين أوضاعهم، بغاية تحقيق تغطية صحية عادلة. وذلك إلى جانب تعزيز الأطر الطبية من خلال مراجعة التعويضات الممنوحة لهم وتحسين ظروف اشتغالهم، وتأهيل المراكز الاستشفائية الجامعية وإحداث أربعة مراكز إضافية، منها مركز استشفائي جامعي مسنود بكلية طب أورومتوسطية، دون استثناء الاستثمار في الطب عن بعد وتعزيز جهود الوقاية (الكشف المبكر، وطب الأسرة). أما بخصوص طبيب الأسرة، سيتم توفير طبيب الأسرة مبتدأ مسار الرعاية الصحية، وترشيد مسار الرعاية الصحية بالمرور عبر طبيب أسرة قريب ضمانا للمتابعة الطبية والتوجيه نحو المتخصصين عند الاقتضاء، مع الرفع من الكثافة الطبية من خلال تكوين مزيد من أطباء الأسر، بحيث يتم بلوغ معدل طبيب لكل 400 أسرة (في المستشفيات والعيادات الخاصة والمراكز الصحية). كما سيتكفل طبيب الأسرة، وفق برنامج الأحرار عن قطاع الصحة، بتوجيه المرضى وحجز المواعيد، مع تتبع حالتهم الصحية، إلى جانب حث الأطباء والممرضين للعمل في المناطق القروية النائية أو الجبلية وتشجيع الأقاليم على صرف تعويضات عن البعد الجغرافي لفائدة الأطر الطبية. ولم يهمل الحزب كذلك صحة الامهات والأطفال في هذا الاطار، حيث سيتم تقديم فحوصات مجانية وإجبارية لتتبع الحمل والمواليد الجدد، مع ثلاثة فحوصات حمل مجانية وإجبارية لجميع الحوامل، وفحوصات منتظمة للمواليد الجدد (البصر والسمع) من أجل الكشف المبكر عن الاضطرابات المحتملة، وضمان ثلاث استشارات طبية مجانية (الشهور 3 و6 و9 من الحمل) لجميع الحوامل، وذلك من خلال تعبئة جهود القطاعين العام والخاص. ويعد البرنامج الوطني للأحرار بتعزيز التلقيح من أجل بلوغ نسبة 100% من المواليد الجدد الملقحين: السل، شلل الأطفال، التهاب الكبد الفيروسي، الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي؛ وإحداث فحوصات مجانية ومبكرة فيما يتعلق بالسمع والبصر، وكذا التشجيع على التتبع الطبي واللقاحي من خلال تفعيل منحة الولادة. إلى جانب التكفل المباشر الذي يقضي بإحداث نظام التكفل المباشر بالاستشارات الطبية والعلاجات والأدوية، وخفض النفقات الصحية التي يتحملها المُؤَمَّنون (وتأخر استرجاع النفقات) من خلال إحداث البطاقة الذكية "رعاية" التي ستسهل التكفل بالنفقات الصحية كليا أو جزئيا. كما ستُمنح بطاقة "رعاية" الذكية لكل مغربي من أجل تقليص نفقاته المباشرة الخاصة بالتطبيب وإتاحة تتبع فعال على طول سلسلة الرعاية الصحية، حيث تتضمن بطاقة "رعاية" المعلومات الشخصية والطبية إلى جانب سجل العلاجات والوصفات السابقة، لتكون البطاقة المذكورة أداة معلوماتية لحجز المواعيد وتتبع النفقات الطبية. أما بخصوص زكاة المال، يقترح برنامج الأحرار إحداث صندوق زكاة المال التضامني وتخصيص نصف المساهمات لتمويل القطاع الصحي، و إحداث مؤسسة مستقلة لتدبير زكاة المال وتخصيص نصف المساهمات التضامنية لقطاع الصحة على مدى خمس سنوات، لا سيما للتكفل بالمرضى ذوي الأمراض المزمنة. وذلك إلى جانب تنويع مصادر تمويل المنظومة الصحية، خاصة فيما يتعلق بعلاج الأمراض المزمنة، مثل السكري، وإحداث وكالة تدبر بشفافية، تجمع التبرعات من الأشخاص الميسورين الذين يؤدون زكاة المال ويرغبون في دعم المنظومة الصحية الوطنية، مع تخصيص نصف مداخيل زكاة المال على وجه التحديد للتكفل بذوي الأمراض المزمنة في احترام تام للتعاليم الدينية.