تكلل المجهود الاستثنائي الذي بذله التقنيون المغاربة، الذين تم إيفادهم على وجه السرعة إلى تونس، وبات المستشفى الميداني المغربي، الذي أقيم بولاية منوبة، وهي إحدى ولايات تونس الكبرى، جاهزا لاستقبال المرضى المصابين ب(كوفيد-19). ويتعلق الأمر بأحد المستشفيين بطاقة إجمالية تبلغ 100 سرير، ومجهزين بأحدث التجهيزات، من بينها وحدة من 50 سريرا للأكسجين، وأخرى من 50 سريرا للإنعاش. وسيمكن هذا المستشفى الميداني، الذي أقيم بمنوبة، الواقعة على بعد حوالي 14 كلم عن تونس العاصمة، من التقليص من الضغط الذي تشهده حاليا مستشفيات البلاد، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا. وتأتي إقامة هذا المستشفى في الوقت المناسب بهذه المنطقة التي تعرف حالة وبائية خطيرة، بالنظر إلى الارتفاع المهول في عدد الأشخاص المصابين بكوفيد – 19. وتجدر الإشارة إلى أن الطاقة الاستيعابية لمستشفيات هذه المنطقة، ممثلة في معهد القصبة ومستشفى طبربة المحلي، قد تجاوزت المعايير المسموح بها أمام ارتفاع أعداد المرضى المصابين بفيروس كورونا، والنقص الصارخ على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات. ومن ثمة، تعتبر السلطات الصحية التونسية المستشفى الميداني المغربي كحاجة ضرورية، من شأنه أن يمكن من دعم مصالح الصحة الخاصة بمعالجة (كوفيد-19)، وحل صعوبات الحصول على أسرة الإنعاش والأكسجين، والحد من الضغط على هذه المصالح، وخاصة مستشفى طبربة المحلي، وكذا على وحدة كوفيد لمعهد القصبة. وتترجم المساعدة الطبية العاجلة التي أرسلها المغرب إلى تونس، بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، لتمكينها من مواجهة جائحة كوفيد-19، البعد الإنساني الذي أطلقه جلالة الملك، وحظي بأصداء إيجابية جدا وبعرفان كبير في تونس. وبفضل الجسر الجوي الذي أقيم بتعليمات ملكية سامية، والذي تكون من 12 طائرة للقوات الملكية الجوية، التي نقلت ما يعادل 135 طنا من المعدات، تمت إقامة هذا المستشفى في وقت قياسي.