طلب رئيس "حكومة القبايل المؤقتة في الجزائر"، فرحات مهني المقيم في منفاه بفرنسا، من الملك محمد السادس، أن "يشرّفه باستقباله في أقرب فرصة"، وذلك في مراسلة وجهها مهني لسفير المغرب بالعاصمة الفرنسية باريس، شكيب بنموسى. وعبر فرحات مهني عن شكره وامتنانه نظير الدعم المغربي، لشعب القبايل وتدويل المملكة لقضية أمازيغ الجزائر وأحقيتهم في تقرير مصيرهم، وذلك بعد إعلان السفير الدائم للمغرب في الأممالمتحدة، عمر هلال، في مذكرة وزعها قبل أسبوعين على أعضاء منظمة عدم الانحياز، دعم المملكة ل"حركة استقلال منطقة القبائل". وعبر رئيس الحكومة القبايلية، التي تتخذ من باريس مقرا مؤقتاً لها، عن امتنانه للملك محمد السادس وتقديره إزاء الالتفاتة التي وصفها مهني ب"التاريخية". وأثار الرد المغربي منتصف يوليوز الجاري حفيظة نظام تبون الجزائري، رغم أن الأمر جاء في إطار ممارسة المملكة المغربية لحق الرد على إثر التدخل الاستفزازي لوزير الخارجية الجزائري الجديد رمطان لعمامرة، خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز، الذي عقد بشكل افتراضي يومي 13 و 14 يوليوز، حيث حرص السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، على الرد بالتفصيل، على كافة الادعاءات الجزائرية بشأن قضية الصحراء المغربية. ففي مذكرة وجهها إلى الرئاسة الأذربيجانية للحركة ووزعت على جميع الأعضاء، أعرب الدبلوماسي المغربي عن استغرابه الشديد لاختيار الوزير الجزائري، الذي تطرق لموضوع قضية الصحراء المغربية خلال "أول تصريح له في محفل دولي، منذ تعيينه مؤخرا" على رأس دبلوماسية بلاده، شدد هلال على أن قضية الصحراء المغربية "التي تندرج حصرا ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي، لم تكن مدرجة على جدول أعمال الاجتماع، ولا ترتبط بموضوعه". وخلص الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة إلى القول بأن الوزير الجزائري، الذي "يقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، ينكر هذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي". وأضاف أن "تقرير المصير ليس مبدأً مزاجيا. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير".