تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة من أجل استضافة بطولة كأس العالم 2030، لتصبح بذلك ثاني دولة عربية تفوز بشرف استضافة المونديال بعد قطر التي تستعد لانطلاق البطولة على أراضيها في نوفمبر 2022. وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن السعودية استعانت بشركة علاقات عامة أمريكية لتقديم استشارة وتحليل حول كيفية الحصول على حق استضافة مباريات كأس العالم 2030، بعد ثمانية أعوام من حصول قطر على هذا الحق كأول دولة في الشرق الأوسط. وكشفت الصحيفة أن السعودية لم تستبعد أي شيء عن الطاولة من محاولة شراء نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو تقديم عرض للحصول على حقوق بث المباريات الدولية بمقابل خيالي ولا حتى محاولة التقدم بعرض لاستضافة مباريات كأس العالم. وأوضح التقرير أن السعودية استعانت بشركة «بوسطن كونسلتينج جروب» لتقديم استشارة وتحليل حول كيفية الحصول على حق استقبال مباريات بطولة كأس العالم التي تعقد كل أربعة أعوام، وهي أكبر مناسبة في الأجندة الرياضية. وأشار التقرير إلى أن عددا من شركات الاستشارة والعلاقات العامة طلب منها المساعدة في المشروع، وذلك نقلا عن مستشارين يدرسون جدوى العرض السعودي ولكنهم يعترفون بأنه يحتاج إلى «تفكير خارج الصندوق»، بما في ذلك إقامة البطولة بتنظيم مشترك مع بلد أوروبي. وأضاف التقرير: «رغم تأثير السعودية في مجال كرة القدم إلا أن العرض في شكله الحالي يبقى هدفا بعيدا». ورفض متحدث باسم شركة العلاقات العامة الأمريكية التعليق، وفقا للصحيفة. ولفت التقرير إلى أن الرياضة أصبحت وبشكل متزايد عنصرا أساسيا في رؤية 2030 في السعودية والتي تهدف لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط. ولكنها تقوم في السنوات الأخيرة بجهود من خلف الأضواء لكي تصبح قوة رئيسية في عالم الكرة مثل جارتها قطر. وتابع: «حققت الاستراتيجية نجاحا وفشلا، فقد أقنعت السعودية الدوري الإيطالي والإسباني لتوقيع عقود مالية مربحة وجلب المباريات النهائية للدوري في البلدين إلى السعودية. لكنها فشلت في الجهود التي قادها الصندوق السيادي السعودي لشراء أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز والحصول على حقوق بث مباريات دوري أبطال أوروبا». وأضاف: «مهما كانت النتائج فالطموح لا يزل قائما لأن السعودية مصممة على أن تكون في الحلبة ولكل المباريات الرياضية المهمة، وفي قلب هذه الجهود محاولة النجاح في الحصول على حق استقبال مباريات كأس العالم». وأوضح التقرير أن منظمات حقوق الإنسان تعارض تنظيم مباريات ومناسبات رياضية دولية في السعودية، لكن المشكلة الرئيسية أمام السعودية تظل فنية. فمن أجل السماح للسعودية بتنظيم المباريات بعد قطر التي تعد أول دولة شرق أوسطية ستنظمها في شتاء 2022 فعلى الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير سياسة تدوير المناسبة من أجل جلبها مرة ثانية إلى المنطقة. ومن الخيارات التي يتم بحثها في الوقت الحالي هو انضمام السعودية إلى دولة أوروبية تأمل باستقبال كأس العالم. وحتى الآن فقد عبرت بريطانيا وشراكة مع إسبانيا والبرتغال التي أقامت اتحادات كرة القدم علاقات جيدة مع السعودية عن رغبتها بالتقدم بعرض لاستقبال كأس العالم. وتفكر إيطاليا التي أقامت السعودية معها علاقات رياضية بتقديم عطاء لكي تستقبل كأس العالم لأول مرة منذ 1990، بحسب التقرير. ويفرض التعاون بين القارات على «فيفا» أن تغير من سياستها التي تقوم على تنظيم المباريات في قارة واحدة ولم تنظمها أبدا في قارتين. مع أن مباريات كأس العالم 2002 تمت بالتعاون مع اليابان وكوريا الجنوبية، لكنهما بلدان في قارة واحدة. وستكون مباريات كأس العالم في 2026 هي المرة الأولى التي ستقام فيها المناسبة في ثلاثة دول وهي الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا، وحينها سيكون عدد الفرق المشاركة 48 فريقا وليس 32. وهناك قضية أخرى تتعلق بالطقس، فمن أجل نجاح عرض السعودية لتنظيم المباريات فعليها أن تقنع الفيفا كي تغير موعد المباريات التقليدي في يونيو ويوليو إلى نوفمبر وديسمبر لتجنب حر الخليج، وهو ما فعلته الفيفا في مونديال قطر لعقد مباريات آمنة، مما أدى إلى قلب الأجندة الرياضية العالمية. ومن غير المتوقع أن توافق اتحادات الكرة الأوروبية على تغيير الموعد مرة ثانية. لكن آمال السعودية حصلت على دفعة من علاقتها مع جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي انتقدته منظمات حقوق الإنسان عندما ظهر في فيديو ترويجي لوزارة الرياضة السعودية. وفي يناير الماضي عقد انفانتينو محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يقف وراء رؤية 2030 ووافقت الفيفا الشهر الماضي لدراسة مقترح تقدم به الاتحاد السعودي لكرة القدم حول عقد المباريات في كل عامين بدلا من أربعة أعوام. مما سيسمح لعدد أكبر من الدول التقدم بعروض لاستقبال المباريات. ورفض الاتحاد السعودي لكرة القدم التعليق حول خطط التقدم بملف لاستضافة كأس العالم لكنه أشار إلى أن السعودية باتت المقصد للمباريات الدولية، ففي السنوات الماضية نظمت مباريات ملاكمة وسباق سيارات وجولف.