مؤسس الدولة الإدريسية (أول دولة إسلامية مستقلة بالمغرب ) ، إسمه إدريس نسبه متصل بالحسن بن علي بن أبي طالب ،فر من وقعة فخ (التي خاضها العباسيون ضد العلويين بنواحي مكة سنة 169ه). رفقة مولاه راشد حيث اتجهوا إلى مصر وبعدها للمغرب الأقصى بمساعدة من والي البريد هناك (واضح) ،وقد صدر في حق إدريس حكم بالإعدام من طرف الرشيد العباسي. نزل بوليلي عند زعيم قبيلة أوربة إسحاق بن محمد الذي رحب به ومهد له الطريق للحكم حيث تمت بيعته من طرف قبيلة أوربة الأمازيغية تيمنا بنسبه الشريف سنة 172ه ،ليعلن إستقلال المغرب الأقصى ككيان سياسي عن الخلافة بالمشرق ، مؤسسا لبداية تاريخ الدولة الإسلامية المستقلة بالغرب الإسلامي ، وقد كانت بيعة الأمازيغ له قائمة على أن يتولى أمور حكمهم وإمامة صلواتهم وقيادة غزواتهم ، فكان لهم ذلك، ليتتزوج بعدها كنزة الأوربية الأمازيغية. وقد تمكن إدريس الأول من الزحف إلى عدة مناطق في المغرب الأقصى لنشر الإسلام بين القبائل الأمازيغية التي لازال بعضها على دين اليهودية والمسيحية ، وقد استطاع الوصول إلى تلمسان حيث بايعه أميرها محمد بن خزر وأسس هناك مسجدا ، إلا أن تربص الرشيد به حال دون إتمامه لمهمته كحاكم فقد تم إغتياله من طرف سليمان بن جرير الشماخ بواسطة عطر مسموم سنة 177ه. ترك إدريس الأول جنينا في بطن كنزة الأوربية الذي حمل إسم أبيه وتسلم مقاليد الحكم سنة 188ه، وهو حديث السن في مطلع عقده الثاني ، في ولايته لم يكن إدريس الثاني مطمئنا للبربر فقد اتخد العرب بطانته في شؤون الحكم لهذا شهدت فترة حكمه توافدا كبيرا للعرب على المغرب الأقصى قادمين من الأندلس وإفريقية(تونس حاليا). من أهم أعمال الدولة في عهد إدريس الأول والثاني : – سلك سياسة حكم مرنة تتماشى مع الوضع الاقليمي أنذاك بين الفاطميين في تونس والأمويين بالأندلس. – لم تعرف الدولة في بدايتها تعصبا عرقيا من الناحية السياسية ، وتأثرهم بتعاليم الدين الإسلامي. – إعمار المغرب الأقصى من خلال تأسيسهم لعدة مدن أشهرها فاس التي سيأتي الحديث عنها في مقال لاحق خاص بالحضارة المغربية في العصر الوسيط. المتتبع للدولة الإدريسية سيكتشف أن إستقلالهم عن المشرق ليس امتدادا مجاليا أو زمنيا للخلافة بل ملكا وإمامة ،فالعاهل الإدريسي كان يخاطبونه بقولهم : السلام عليك يا إبن رسول الله( كما جاء في كتاب المسالك والممالك لإبن خردادبة ص 89).