أكد الباحث الرواندي اندري غاكاوا، المدير العام للوكالة الرواندية للاعلام أن الدعم الدولي غير المسبوق لمغربية الصحراء و"النجاحات الباهرة" للدبلوماسية المغربية حاصرت أطروحة الانفصاليين ومن يقف وراءهم. وأوضح الباحث والمهتم بالقضايا المغاربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "امام تراجع داعميها الدوليين، أصبحت جبهة البوليساريو الانفصالية المدعمة من طرف الجزائر في وضعية جد حرجة، حيث يوجد اجماع لدى المهتمين بملف الصحراء على انهيار أطروحة انفصاليي تندوف". وأضاف أن جبهة الانفصاليين ما فتئت تراكم الإخفاقات في الأيام الأخيرة على جميع المستويات، كما يدل على ذلك القرار المتخذ من طرف يواكيم شوستر رئيس المجموعة الداعمة للبوليساريو في البرلمان الأوربي، الذي يضم بعض البرلمانيين الأوربيين المنتمين لليسار، كاشارة على الاحتجاج على انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار من طرف الانفصاليين واغلاق معبر الكركرات الحدودي الذي يربط بين المغرب وموريتانيا. ولاحظ غاكاوا، العضو في المنصة الدولية للدعم والدفاع عن الصحراء المغربية، أن الحملة الكاذبة للبوليساريو بأوربا، التي كانت تستهدف البرلمانيين الأوربيين المنتمين لأحزاب اليسار، تروم دغدغة مشاعرهم من أجل جلب دعم أوربي أكثر أهمية، مشددا على أن "هدف البوليساريو مرة أخرى هو تحويل المساعدات الدولية الموجهة للمحتجزين بتندوف، بما في ذلك المقدمة من طرف الاتحاد الأوربي". وحسب الباحث والمحلل الرواندي، فإن عزلة البوليساريو تضاعفت أكثر مع افتتاح حوالي عشرين من التمثيليات القنصلية بالداخلة والعيون، فضلا عن سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية من طرف العديد من الدول الافريقية وأمريكا اللاتينية في السنتين الأخيرتين. وسجل المتحدث ذاته أن ذلك ينضاف إليه اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، واعلانها افتتاح قنصلية عامة للولايات المتحدة بالداخلة، وهو ما سيشجع من دون شك بلدان أخرى، أوربية وافريقية وعربية على المواصلة في نفس الاتجاه بالاعتراف بالسيادة الشاملة والكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، ودعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كمقترح جدي وذي مصداقية لحل هذا النزاع الإقليمي، الموروث من فترة الحرب الباردة، مذكرا بأن 80 في المائة من الدول التي كانت تدعم البوليساريو سحبت اعترافاتها. وذكر أن العزلة المتزايدة للانفصاليين أدت إلى غضب واستياء في صفوف اللاجئين والمحتجزين في مخيمات تندوف بالتراب الجزائري. وخلص إلى أن العزلة الدبلوماسية التي وجدت البوليساريو نفسها غارقة فيها اليوم، وكذا الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الجزائر، داعمها الرئيسي، ستؤدي، حسب رأيه، إلى حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي.