يوما بعد يوم تتقلص مساحات التأثير المزيف للأطروحات الانفصالية بإسبانيا و شبه الجزيرة الأيبيرية عموما . فبعد الصفعات المتتالية التي تلقتها جبهة البوليساريو من طرف شخصيات نافذة بالحكومة الاسبانية يبدو واضحا أن التيارات السياسية الاسبانية التي ظلت جبهة الانفصاليين تقدمها كمدعم لقضية تحرر وهمية ، بدورها أضحت تتفطن للحقائق المزيفة التي تبني عليها قيادة تندوف حملاتها المخدومة و الكاذبة لتمويه جزء من الفاعلين الجمعويين و السياسيين بمدريد سعيا للظهور بصورة الضحية و تبرير الوصول على منابع الدعم المالي الذي يضخ في حسابات قادة الجبهة الانفصالية عوض أن يجد طريقه الى آلاف المحتجزين المشردين ضد إرادتهم بمخيمات العار بتندوف . وضمن مسلسل الصحوة السياسية لمكونات النسيج السياسي و الجمعوي الفاعل بمدريد تجاه ما يجري بمخيمات تندوف من مسرحية رديئة الاخراج أكد السيد ميغيل موران، القيادي الحزبي الإسباني عضو المجلس الفيدرالي للحركة الأوروبية (إسبانيا) عن حزب اليسار الموحد، أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تشكل "الحل الوحيد" لقضية الصحراء. وأوضح السيد موران، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحل الوحيد لهذا النزاع يتمثل في "الحل الذي حظي بترحيب المجتمع الدولي" ويتعلق الأمر بمبادرة الحكم الذاتي. وأبرز ميغيل موران ، العضو بمعهد التفكير والأبحاث "كارتا ميدتيرانيا" (الميثاق المتوسطي)، الدعم الكبير الذي حظي به مقترح الحكم الذاتي المغربي من قبل المجتمع الدولي. وفي هذا الصدد ذكر القيادي الحزبي الإسباني بأن المجتمع الدولي وصف مخطط الحكم الذاتي المغربي ب "القابل للتطبيق" و"القابل للحياة "، مستبعدا أية إمكانية لإقامة «دويلة في الصحراء يهيمن عليها «البوليساريو» الذي "لا يتوفر على أية هياكل أو ثقافة سياسية". وقد دأبت وسائل دعاية البوليساريو على تقديم أعضاء حزب اليسار الاسباني الموحد كداعمين لطرح الانفصال بل و أنها نسبت لقياديين بذات التنظيم تصريحات ملفقة تنادي بمبدأ تقرير المصير وتدافع عنه . وتتماهى نظرة القيادي الإسباني مع حقائق الوضع بالصحراء المغربية و مصداقية وواقعية مقترح المغرب مع مواقف مبدئية عبر عنها مسؤولون بارزون بالحكومة الإسبانية وضمنوها نداءات متكررة لقيادة الجبهة بالقبول بمقترح الحكم الذاتي كأرضية للتفاوض تحت رعاية الأممالمتحدة . وفي هذا الاطار سبق لرئيسة الدبلوماسية الاسبانية في حديث للمحطة الاذاعية "كوبي" الاسبانية أن شددت على ضرورة الوعي ب "صعوبة إجراء استفتاء" كوسيلة لحل النزاع كما هو الحال بالنسبة لنزاعات أخرى في شتى أنحاء العالم مبرزة أن "البوليساريو ، نفسه ، يعترف بالطبيعة المعقدة لإجراء هذه الاستشارة ، لأنه غير قادر على تقديم إحصاء" للأشخاص الذين يمكن لهم المشاركة فيها. وأكدت ترينيداد خيمينيث أن هناك بدائل أخرى لحل النزاع في الصحراء من غير الاستفتاء ,كما نصح رامون خاوريغي الوزير لدى الرئاسة الاسبانية "البوليساريو" بعدم رفض خيار الحكم الذاتي في الصحراء الذي اقترحه المغرب كحل لهذا النزاع. وكانت جبهة البوليساريو قد اختارت خيار التصعيد والتهجم تجاه العواصم الأوروبية و في مقدمتها مدريد في أعقاب المواقف المتزنة التي عبر عنها وزراء بحكومة ثاباطيرو ..