يشير استطلاع جديد نشرته شبكة الباروميتر العربي إلى أنه قبل جائحة كوفيد-19، كانت مشاركة النساء العربيات في سوق العمل أقل بصورة غير متناسبة (21%) من مشاركة الرجال بالعالم العربي (70%)، ثم جاءت للجائحة لتزيد من معاناتهن وتؤزّم أمنهن الميعيشي وضمان دخلهن، المتأزم أساساً في بعض البلدان. ورغم أن الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الوباء أثرت أيضاً على الرجال، إلا أن النساء تحمّلن نصيباً غير متناسب من مشكلات العمل بحسب الدراسة التي نشرتها الشبكة. خسارة الوظيفة بحسب الاستطلاع، بلغ الفارق بين النساء والرجال الذين خسروا أعمالهم في المغرب بصورة دائمة بلغت نسبتها 8 نقاط مئوية، فيما بلغت النسبة في الجزائروتونس 4 نقاط. بالمثل، فالنساء هن الأكثر عرضة لخسارة أعمالهن مؤقتاً في الجزائر(11 نقطة مئوية أكثر من الرجال) وكذلك الأمر في تونس (8 نقاط مئوية). وتقول الدراسة إن الأثر الاقتصادي الأقوى كان على النساء الأفقر، مضيفة أنه "لوحظ أيضاً وجود تفاوتات بناء على سن ومستوى تعليم النساء، فيما يخص الخسارة المؤقتة والدائمة للعمل، رغم أن النسب بناء على هذه المحددات تتفاوت من دولة إلى أخرى، من بين الدول المُستطلعة". الحياة الاجتماعية أيضاً لم تقتصر عواقب فيروس كورونا على النساء العربيات اقتصادياً فقط، فالجائحة أثرت بقوة على حياتهن الاجتماعية أيضاً. وفي أربع دول من الخمس المشمولة بالاستطلاع، قال نحو ثلث المواطنين أن أكبر باعث قلق لديهم إزاء كوفيد هو وفاة أحد أفراد الأسرة. وفي الدول الخمس المُستطلعة، قالت نساء أكثر من الرجال إنهن قلقات إزاء مرض أو وفاة أحد أفراد الأسرة، وكانت أكبر نسبة تباين في تونس (19 نقطة) والأردن (18 نقطة)، في حين بلغ التباين في لبنان بين الرجال والنساء حول هذا السؤال 9 نقاط، وبلغ 8 نقاط في كل من الجزائر والمغرب. ازدياد العنف ضدّهن تذكّر شبكة الباروميتر العربي بالتقرير الذي صدر مؤخراً عن "اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا" بالأمم المتحدة ويشير إلى الزيادة الهائلة في معدلات العنف الجنساني في العالم العربي، في سياق أزمة كوفيد-19. بالنسبة للنساء العربيات العالقات في علاقات عنيفة، اضطرت الأزمة الكثيرات إلى البقاء في البيوت مع من يسيئون إليهن، ما زاد من احتمالات التعرض لحوادث عنيفة. وبجسب المسح، تعزز نتائج الباروميتر العربي أيضاً من صحة هذه الحقيقة؛ إذ تكشف النتائج عن أن المواطنين يرون أن العنف ضد النساء في مجتمعاتهم قد زاد منذ اندلاع جائحة كورونا. وكانت أعلى نسبة مواطنين رأوا أن الإساءة والعنف ضد النساء زادا، في تونس (63%) ثم الجزائر والمغرب (41%)، في حين بلغت نسبة من يتصورون أن العنف الجنساني قد زاد في الأردن 27%، وبلغت النسبة 20% في لبنان. النساء العربيات يلجأن إلى الصلاة يرجح الباروميتر العربي أن تكون النساء العربيات لجأن إلى الصلاة، في محاولة للتكيف مع مسببات الضغط والتوتر الصحية والاقتصادية والاجتماعية المتصلة بكوفيد-19. وفيما زاد إقبال المواطنين في الدول المستطلعة، بشكل إجمالي، على الصلاة بشكل أكثر انتظاماً مقارنة بفترة ما قبل الجائحة: 17% في الأردن و21% في تونس و33% في المغرب و38% في الجزائر، فإن نسبة إقبال النساء العربيات على الصلاة زادت بشكل أكبر بكثير من الرجال العرب، إذ تبلغ الفجوة في النسبة 21 نقطة مئوية في الجزائر، و20 نقطة في المغرب و16 نقطة في تونس و13 نقطة في الأردن.