خلصت مقالة تحليلية، منشورة في شبكة "الباروميتر العربي"، إلى أن جائحة "كورونا" تزيد فجوة اللامساواة الجندرية القائمة في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مبرزة أن الآثار الاقتصادية لفيروس "كوفيد-19" رفعت التهديد اللاحق بالأمن المعيشي وضمان الدخل للنساء العربيات. وأوردت الورقة البحثية أن للنساء نصيباً غير متناسب من مشكلات العمل؛ ففي المغرب، بلغ الفارق بين النساء والرجال الذين خسروا أعمالهم بصورة دائمة 8 نقاط مئوية، فيما بلغت النسبة في الجزائروتونس 4 نقاط. بالمثل، فالنساء هن الأكثر عرضة لخسارة أعمالهن مؤقتاً في الجزائر (11 نقطة مئوية أكثر من الرجال)، وكذلك الأمر في تونس (8 نقاط مئوية). ولم تقتصر عواقب "كوفيد 19" على النساء العربيات على الملف الاقتصادي فقط، تبعاً للشبكة عينها، فالجائحة أثرت بقوة على الحياة الاجتماعية للنساء العربيات أيضاً؛ فقد كانت للمخاوف الصحية بسبب الجائحة، وفرض حظر التجوال، وإغلاق المدارس وزيادة المتطلبات في الأسرة والبيت – وهي في الأغلب الأعم مسؤوليات النساء في المنطقة – آثار بليغة على النساء العربيات. ففي الدول الخمس المُستطلعة، قالت النساء أكثر من الرجال إنهن قلقات إزاء مرض أو وفاة أحد أفراد الأسرة، وكانت أكبر نسبة تباين في تونس (19 نقطة)، والأردن (18 نقطة)؛ في حين بلغ التباين في لبنان بين الرجال والنساء حول هذا السؤال 9 نقاط، وبلغ 8 نقاط في كل من الجزائر والمغرب. وأوضحت الباحثة أسيل العلائلي أنه بالنسبة للنساء العربيات العالقات في علاقات عنيفة اضطرت الأزمة الكثيرات إلى البقاء في البيوت مع من يسيئون إليهن؛ وهو ما زاد من احتمالات التعرض لحوادث عنيفة، إذ تُعزز نتائج "الباروميتر العربي" أيضاً من صحة هذه الحقيقة. وكشفت النتائج عن أن المواطنين يرون أن العنف ضد النساء في مجتمعاتهم قد زاد منذ اندلاع جائحة كورونا، بتعبير المقالة، التي ذكرت بأن أعلى نسبة مواطنين يرون أن الإساءة والعنف ضد النساء زادا، كانت في تونس (63%) ثم الجزائر والمغرب (41%)؛ في حين بلغت نسبة من يتصورون أن العنف الجنساني قد زاد في الأردن 27%، وبلغت النسبة 20% في لبنان. وأثناء فترة انعدام اليقين واضطراب الأحوال، يبدو أن النساء العربيات يلذن بالصلاة، وفق نتائج الاستطلاع، في محاولة للتكيف مع مسببات الضغط والتوتر الصحية والاقتصادية والاجتماعية المتصلة ب"كوفيد-19"، حيث زاد إقبال المواطنين عبر الدول المُستطلعة على الصلاة بشكل أكثر انتظاماً مقارنة بفترة ما قبل الجائحة؛ 17 في المائة في الأردن، و21 في المائة في تونس، و33 في المائة في المغرب، و38 في المائة في الجزائر. وزادت نسبة إقبال النساء العربيات على الصلاة بشكل أكبر بكثير من الرجال العرب، إذ تبلغ الفجوة في النسبة 21 نقطة مئوية في الجزائر، و20 نقطة في المغرب، و16 نقطة في تونس، و13 نقطة في الأردن. انطلاقاً من ذلك، شرحت الورقة بأن الآثار الاقتصادية والاجتماعية لكوفيد كانت أشد وطأة على النساء مقارنة بالرجال في المنطقة. لذلك، توصي الشبكة الحكومات الإقليمية بأن تُعلي أولوية دعم النساء وحمايتهن، بالتركيز على إعمال حقوق النساء والمساواة بين الجنسين؛ وإلا فسوف تستمر النساء العربيات في العيش في ظروف هشة، وهو الأمر الذي له تبعات وعواقب اجتماعية واقتصادية على عائلاتهن ومجتمعاتهن بشكل عام.