أجمع المشاركون في قافلة '100 يوم 100 مدينة'، التي حطت رحالها افتراضياً بمنطقة دار بوعزة، الأحد، على أن الصحة والنقل والتشغيل والبنيات التحتية، من أبرز المشاكل التي تؤرق بال ساكنتها، داعين إلى ضرورة تأهيلها ومواكبة النمو الديمغرافي والكثافة السكانية التي تعرفها المنطقة ببرامج عمل تلبي حاجياتهم وانتظاراتهم. جاء ذلك خلال المحطة الجديدة لبرنامج '100 يوم 100 مدينة'، التي استضافتها منطقة دار بوعزة بجهة الدارالبيضاءسطات، بشكل افتراضي، عبر منصة تفاعلية، مساء الأحد، بمشاركة حوالي 120 مشاركاً ومشاركة أغلبيتهم من الشباب. اللقاء حضره أعضاء من المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، يتقدمهم محمد بوسعيد، الوزير السابق والمنسق الجهوي للحزب بجهة الدارالبيضاءسطات، إلى جانب حسن بنعمر، ورشيد الطالبي العلمي، ومحمد شفيق بنكيران، أعضاء المكتب السياسي، إضافة إلى المنسق الإقليمي للحزب بإقليم النواصر عبد الرحيم وطاس، والذي أنصتوا إلى مشاكل وهموم الساكنة وتوصياتهم التي تعهدوا برفعها للحزب والدفاع عنها في مختلف المحافل. محمد بوسعيد، المنسق الجهوي للحزب بالدارالبيضاءسطات، قال إن ما يميز منطقة دار بوعزة أنها حاملة لعدد من التناقضات، فهي تتوفر على وجهة بحرية تضم طبقة متوسطة أو ميسورة، ونقيضها طبقة أخرى فقيرة. وتساءل في معرض كلمته الافتتاحية، هل الكثافة السكانية والعمرانية التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة، واكبها المسؤولين ببنيات تحتية وسكنية وغيرها تستوعب تطلعات الساكنة؟ ودعا بوسعيد المشاركين والمشاركات إلى طرح أولوياتهم وتقديم حلول مبتكرة لتنزيلها في المحطات المقبلة، مشيراً إلى أن 'حزب التجمع الوطني للأحرار سيحملها ويتبناها للدفاع عنها في جميع المحافل'. محمد شفيق بنكيران، عضو المكتب السياسي للحزب، من جهته، ذكر أن منطقة 'دار بوعزة' لها تاريخ عريق يعود إلى سنة 1740 أي بداية تواجد المكون الإنساني بهذه المنطقة، ويتعلق الأمر بقبيلة 'ولاد جرار'، مشيراً إلى أن 'المنطقة تتوفر على مؤهلات كبيرة جداً'. وذكر بنكيران، أن 'دار بوعزة' كانت منطقة فلاحية في السابق، لكن الزحف العمراني قضى على هذا القطاع للأسف واستبدل بقطاعي الصناعة والسياحة'. من وجهة نظر، شفيق بنكيران، أن مصدر المشاكل الكثيرة التي تعاني منها الساكنة، يعود إلى تحول المنطقة إلى منطقة صناعية مما خلف معضلة البناء العشوائي، إلى جانب النمو السكاني والعمراني الكثيف الذي عرفته في السنوات الماضية'. وفي تفاعله مع مداخلات الساكنة المشاركة في الورشات ال10 المنظمة بالمناسبة، قال بنكيران إن معضلة النقل التي تعرفها المنطقة، جاء نتيجة عدم مسايرة العمل الكبير الذي أنجز خلال السنوات الماضية، إلى جانب أن البنيات التحتية لا تتماشى مع تطور النمو الديمغرافي الذي تعرفه المنطقة'. وأشار إلى أن عدد من المشاكل المعبر عنها من طرف الساكنة 'تتقاطع مع مشاكل كل المناطق والأقاليم التي زارتها قافلة '100 يوم 100 مدينة'، وتهم بالأساس الصحة والتعليم والبيئة والمساحات الخضراء وغيرها. وشدد بنكيران في كلمته الختامية، إلى أن مسببات هذه الإشكالات، تعود بالأساس إلى 'سوء التسيير المحلي وغياب مواكبة للمركبات السكنية التي تعرفها المنطقة عبر توفير بنيات تحتية متوازنة مع النمو الديمغرافي للجماعة'. وتساءل المتحدث ذاته 'هل المجالس المنتخبة الحالية، تواصلت مع مؤسسات التنمية الجهوية، التي تشتغل على المستوى الجهوي للعمل على حل مشاكل الساكنة'. واقترح محمد شفيق بنكيران، على أن من بين الحلول الممكنة 'مجلس منتخب قوي يتوفر على كفاءات قادرة على النهوض بالمنطقة، باعتبار أن دار بوعزة لم تعد جماعة قروية بل تحولت إلى مدينة حضرية، لوضع مخطط تنموي قادر على الاستجابة لتطلعات الساكنة'. من جهته، قال حسن بنعمر، عضو المكتب السياسي لحزب 'الحمامة'، إن 'في كل محطة من محطات '100 يوم 100 مدينة'، أتفاجأ بمستوى النقاش والمداخلات والوعي المعبر عنه في الورشات'، دعياً إلى 'الاستمرار في هذا العمل من أجل خدمة الوطن، وراء جلالة الملك محمد السادس'. وأشار في كلمته المقتضبة إلى أن 'الهدف من المشروع هو الانصات إلى الساكنة، لتشخيص المشاكل وتقديم حلول منبثقة من الساكنة نفسها'، مجدداً تأكيده على أن المهم بالنسبة لحزب التجمع الوطني للأحرار 'ليس صوت الصندوق بل صوت المواطن عبر الانصات له، ونحن مجرد وسيلة لإيصاله عبر القنوات المتوفرة'. رشيد الطالبي العلمي، الوزير السابق وعضو المكتب السياسي لحزب 'الأحرار'، ركز في كلمته المقتضبة جداً على 'أهمية انخراط الشباب في العمل السياسي، عبر ربح رهان الولوج إلى مؤسسات التدبير العمومي، والعمل على تنزيل انتظاراتهم وتطلعات الساكنة عبر برامج عمل واضحة'، مشيراً إلى أن 'الهدف من برنامج '100 يوم 100 مدينة' هو العمل على أن تبلغ مدن الشبه حضرية مثل 'دار بوعزة' مواصفات العيش الكريم للساكنة'. المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بإقليم النواصر عبد الرحيم وطاس، بسط أهمية الإقليم، والذي 'يتوفر على نسبة نمو سكاني انتقلت من 120 ألف نسمة سنة 2007 لتتجاوز 400 ألف نسمة في حاضرنا اليوم'، مؤكداً أن 'دار بوعزة' لم تعد مدينة صغيرة بل مدينة فوق المتوسط'، داعيا إلى 'العمل يداً في يد للنهوض بها'. في سياق متصل، تم عرض تقرير أولي عن المشاكل والأولويات التي عبر عنها المشاركين والمشاركات، والتي ركزت على ثلاث قطاعات يعتبرونها ذات أولوية وهي النقل، الصحة، والتشغيل. وعبّر المشاركون عن استيائهم بخصوص طريقة تدبير ملف النقل بالمدينة، والنقص الكبير في وسائل النقل بمختلف أصنافها، إلى جانب غياب خطوط طرقية لاستيعاب حجم الكثافة السكنية التي تعرفها المنطقة'. كما أجمعت الساكنة على غياب أو نقص فرص الشغل بدار بوعزة، داعين إلى الاستثمار في المشاريع الاستثمارية التي تلائم الطابع السياحي للمنطقة، كما اقترحوا تقوية الشق التكويني للشباب في مجال الاستثمار، وتأسيس مركز للتكوين السياحي لتعزيز قدراتهم في هذا القطاع الحيوي. معضلة الصحة، كانت أيضا من أهم القطاعات التي دعت المشاركات والمشاركين إلى تأهيلها بمنطقة 'دار بوعزة' عبر تعزيز حضور الأطر الطبية في مختلف مستوصفات المنطقة وتأهيل بنياتها التحتية.