أعلنت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بتطوان أنها أمرت بفتح تحقيق قضائي حول صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر بعض الأشخاص بلباس السباحة يجلسون على الأرض، بينما يظهر آخرون أمام حائط إسمنتي. وأكدت النيابة العامة عبر بلاغ أصدره الوكيل العام للملك أنه تم تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالتحقيق في هذه الصور للتأكد من صحة الوقائع ودوافع نشرها. وشددت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بتطوان على أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة فور انتهاء التحقيق، مع إعلام الرأي العام بنتائج البحث. في هذا السياق، كانت مصادر محلية بعمالة المضيقالفنيدق قد كشفت أن الصورة أو المقطع المصور الذي يظهر مركبات للقوات المساعدة هو مقطع مصور قديم يعود لعدة أيام مضت. يأتي ذلك تفاعلاً مع الصور أو المقاطع المصورة التي جرى تداولها مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توثق لأشخاص نصف عراة يجلسون على الأرض بمحاذاة مركبات للقوات المساعدة أو قبالة حائط إسمنتي. وبحسب توضيحات صادرة عن مصادر محلية مسؤولة بالفنيدق، توصلت بها جريدة "العمق"، فإن المقطع المصور يوثق لتمكن القوات العمومية من إحباط عملية هجرة غير مشروعة سباحة نحو ثغر سبتة المحتل، حيث تم إنقاذهم وانتشالهم من مياه البحر، وهو ما يفسر ظهور هؤلاء الأشخاص شبه عراة، إلا من ملابس السباحة التي كانوا يرتدونها حين ضبطهم من قبل القوات العمومية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الصورة الثانية التي تظهر جلوس أشخاص قبالة حائط إسمنتي، مرتبطة بالأحداث الجارية بمدينة الفنيدق، معربة أيضاً عن عدم يقينها حتى من كون الصورة ذات صلة بأحداث جرت في المغرب. وفي سياق متصل، أسفرت العملية الأمنية المكثفة التي قامت بها السلطات لإحباط محاولة هجرة جماعية كبيرة نفذها آلاف الأشخاص في محاولة للوصول إلى مدينة سبتةالمحتلة، والتي استمرت عدة أيام، عن اعتقال أكثر من 4455 شخصاً، بينهم آلاف المغاربة وعشرات القاصرين والأجانب. وقالت مصادر مغربية مسؤولة في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" إن العملية الأمنية التي نفذتها السلطات المغربية في الفترة ما بين 11 و16 شتنبر، كشفت أن هؤلاء المرشحين للهجرة السرية، ومعظمهم مغاربة، حاولوا في عدة مناسبات الوصول إلى سبتة بشكل غير قانوني. وأسفرت هذه العمليات الأمنية، تضيف المصادر ذاتها، عن اعتقال 3795 مغربياً بالغاً، و141 قاصراً، و519 أجنبياً، في حين تم وضع 70 شخصاً رهن تدابير الحراسة النظرية للاشتباه في قيامهم بتنظيم عمليات الهجرة غير المشروعة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والجزائر. ولا تشمل هذه الأرقام الاعتقالات التي جرت صباح اليوم، عندما قام ما بين 80 إلى 100 شاب بإلقاء الحجارة على القوات العمومية المغربية التي تحمي حدود "تارخال" في سبتة من التلال المجاورة، وفقاً لوكالة "إيفي". في سياق متصل، قال مصدر مطلع لجريدة "العمق" إن عدد مرشحي الهجرة السرية الذين تم توقيفهم من طرف قوات الأمن، خلال يوم الأحد وحده، تجاوز 1500 شخص، أغلبهم قاصرون ومراهقون وشبان، تم ترحيلهم إلى مدن بعيدة عن الشمال عبر حافلات. وأفاد المصدر ذاته بأن أحداث يوم الأحد، نهاراً وليلاً، خلفت عشرات الإصابات في صفوف قوات الأمن والمرشحين، تم نقل أغلبهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، فيما عاينت جريدة "العمق" نقل مجموعة من المصابين عبر سيارات الإسعاف بشكل مستمر طوال يوم أمس. ووفق ما رصدته الجريدة في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الإثنين، فإن أحداث العنف خلفت أضراراً مادية بممتلكات عامة وخاصة بمدينة الفنيدق وقرب المعبر الحدودي باب سبتة، حيث عاينت الجريدة تكسير سيارات وحافلات وواجهات محلات ومنازل وأرصفة، وسط وابل من الحجارة في الشوارع والأزقة.