حذر محمد صالح التامك، المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، من أن الأحداث الطارئة التي تهدد الأمن والسلام بالمؤسسات السجنية تعود بالأساس إلى أخطاء كان بالإمكان تجنبها بتوخي اليقظة والفطنة والالتزام بالضوابط القانونية المعمول بها، وذلك استنادا إلى التقارير التي توصلت بها الإدارة العامة. وأضاف التامك في مذكرة وجهها إلى المسؤولين المركزيين ومدير المركز الوطني لتكوين الأطر ومديري المؤسسات السجنية، أنه "غير خاف عليكم مدى جسامة الأثار السلبية التي قد تنجم عنها، والتي يمكن أن تمسن بسلامة السجناء والموظفين وتتسبب في إرباك السير العادي للعمل". ودعت المذكرة المسؤولين المذكورين إلى الالتزام باتخاذ بعض الإجراءات الأمنية الوقائية التي من شأنها التقليل من هذه المخاطر، خصوصا الناجمة منها عن السلوكيات العدوانية الصادرة عن بعض السجناء اتجاه الموظفين مع التقيد الصارم بالتدابير المنصوص عليها بالدلائل المسطرية والمذكرات والدوريات الصادرة بهذا الشأن. في هذا الإطار، دعا التماك إلى "الاهتمام بشكل جدي ومسؤول بتشكيل فرق للمداومة خارج أوقات العمل الاعتيادية، تضم موظفي الحراسة والموظفين العاملين باقي المصالح الإدارية وإدراجها ضمن برنامج توزيع المهام اليومية والحرص على تناسب أفرادها مع حجم وخصوصية كل مؤسسة، وذلك بهدف دعم موظفي الحراسة الليلية عند حدوث أي طارئ، بحيث يعمل عناصرها بالتناوب وفق برنامج يغطي أيام الأسبوع، بما من شانه الرفع من درجة الأهبة الأمنية تجنبا للأخطار والحوادث المحدقة بالمؤسسات السجنية". كما شدد على ضرورة إيلاء الحراسة الليلية كامل العناية، واختيار العناصر الكافية والمؤهلة للقيام بهذه المأمورية على الوجه المطلوب، والقيام بزيارات تفقدية أثناء العمل الليلي بصفة مستمرة، سواء من طرف مدير المؤسسة أو رئيس مصلحة الامن والانضباط أو أحد نوابهما، مع الإشارة الى ذلك بسجل الديمومة. كما أوصت مذكرة التامك مديري المؤسسات السجنية إلى تكثيف المراقبة الليلية التي يجريها رئيس المركز، وتعزيز المراقبة الإلكترونية داخل المؤسسة ولمحيطها الخارجي والاشعار الفوري عند رصد أية تحركات مريبة للعربات والأشخاص، وعقد لقاءات منتظمة، وكلما دعت الضرورة إلى ذلك، مع جميع الموظفين وبالخصوص الجدد منهم، لتمكينهم من الالمام بالضوابط القانونية المعمول بها وذلك لتجنيبهم الوقوع في أخطاء فادحة يمكن أن تخل بالأمن وتهدد سلامتهم واستخلاص الدروس من هفوات الآخرين. علاوة على التذكير المستمر بالمقتضيات التنظيمية الواردة بالدلائل المسطرية، خصوصا مساطر التدبير الأمني والدليل الخاص بالسجناء الخطيرين، والحرص على تجميع المفاتيح الخاصة بالمعقل عند نهاية عملية النداء المسائية، وايداعها لدى رئيس مركز الحراسة الليلية بخزانة حديدية وفي مكان مؤمن، وحث الموظفين على التحلي باليقطة والفطنة في التعامل مع حالات الفوضى والشجارات المفتعلة من طرف المعتقلين لصرف انتباههم وزعزعة الأمن بالمؤسسة. كما دعا إلى تنبيه الموظفين إلى مدى أهمية الحرص على أمنهم وسلامتهم، وحثهم على الالتزام بعدم فتح الغرف ليلا بهدف التدخل إلا في الحالات الضرورية المستعجلة، وذلك تحت الإشراف المباشر لرئيس مركز الحراسة الليلية، وبعد توفير الدعم الكافي من الموظفين، مع الإشعار الفوري لمدير المؤسسة ولرئيس مصلحة الأمن والانضباط، وإغلاق الجناح موضوع التدخل من الجهة الخارجية، والتريث أثناء التدخل لكسب الوقت إلى حين التحاق فرق الدعم، مع اتخاذ الاحتياطات الأمنية الكفيلة بضبط الأمن وضمان السلامة للجميع. في سياق متصل دعا المدير العام لإدارة السجون إلى الحرص على تفتيش الزنازن بشكل منتظم، ومراقبة وسائل الاغلاق بصفة دورية، والتأكد يوميا من سلامة الأقفال والقضبان، وتكثيف الإجراءات اللازمة لمنع تسريب الممنوعات إلى داخل المؤسسات السجنية والسهر على القيام بها بكل دقة وصرامة. وشدد التامك على ضرورة إطلاع جميع الموظفين على فحوى هذه المذكرة، مهيبا بهم بالمزيد من اليقظة والحذر وبالعمل بكل جدية ومسؤولية في تنفيذ هذه التعليمات لتحقيق الأهداف المرجوة منها، وأخذ العبرة من الحوادث التي عرفتها بعض المؤسسات السجنية، بما من شأنه ضمان استتباب الأمن بالمؤسسات السجنية والحفاظ على سلامة السجناء