في استمرار للوضع الكارثي الذي شهدته منطقة الجنوب الشرقي جراء السيول والفيضانات، علمت جريدة "العمق" مصادر محلية أن دوار بني سبيح بإقليم زاكورة على شفى كارثة إنسانية بعد أن أدت السيول التي داهمت الدوار إلى انهيار نصف منازله حتى الآن. وأكدت الساكنة، في تصريحات متفرقة للجريدة، أن الدوار ومنذ الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، تعرض لسيول جارفة اجتاحت المنطقة، مما أدى إلى انهيار 50 في المئة من المنازل بالكامل، مناشدة السلطات المحلية والمجتمع المدني التدخل العاجل لاحتواء الوضع وإنقاذهم من العزلة التي فرضتها الظروف الطبيعية القاسية. وأوضح أحد سكانة دوار بني صبيح، أن كل سكان الدوار باتوا في العراء، بلا مأوى ولا طعام أو شراب، وأن الأسر تعاني من نقص حاد في الأغطية والأفرشة، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء، مما يزيد من تفاقم الوضع، خصوصاً في ظل البرودة التي تعرفها المنطقة خلال هذه الفترة من السنة، مشيرة أنه لم تسجل أي خسائر في الأرواح حتى الآن، إلا أن الخسائر المادية جسيمة. وكانت السيول الناتجة عن التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها عدة مناطق بالجنوب الشرقي للمملكة، خلال الأيام، قد أحدثت خسائر بشرية وأخرى مادية جسيمة في ممتلكات السكان، وأضرارا في الطرقات، ما دفع عدد من الجماعات إلى مسابقة الزمن لفك العزلة عن عدة مداشر. وتسببت الأمطار الطوفانية في جماعة تكونيت بإقليم زاكورة في انهيار ستة منازل طينية على الأقل في حي "تلاث"، فيما تضررت العديد من المنازل في المنطقة. واضطرت العديد من الأسر إلى إخلاء وإفراغ منازلها في بعض الأحياء. وتتصاعد المخاوف من حدوث أضرار جسيمة في الممتلكات والبنية التحتية، خاصة بالمنازل الطينية التي لا تزال تشكل جزءا كبيرا من المباني في هذه المناطق. ووثقت كاميرات المواطنين تساقط أمطار غزيرة في مناطق متفرقة من أقاليم الجنوب الشرقي، بما في ذلك جماعتي تلمي وامسمرير بإقليم تنغير، وبلدة أكدز بإقليم زاكورة.كما أظهرت فيديوهات متداولة على موقع "فيسبوك" فيضانات وسيول جارفة أعقبت هطول هذه الأمطار الغزيرة. وعلى إثر التساقطات المطرية الرعدية القوية جدا التي شهدتها سبعة عشر عمالة وإقليما في المملكة، أعلنت وزارة الداخلية، في حصيلة مؤقتة، تسجيل 11 حالة وفاة في كل من أقاليم طاطا (سبعة أشخاص)، وتزنيت (شخصان)، والراشيدية (شخصان أحدهما من جنسية أجنبية). وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، في تصريح صحفي أمس الأحد بالرباط، أن هذه التساقطات أسفرت أيضا عن تسجيل 9 مفقودين في كل من أقاليم طاطا، الراشيدية، وتارودانت، لافتا إلى أن هذه التساقطات الكبيرة المسجلة خلال اليومين الماضيين تمثل ما يقارب نصف كمية الأمطار التي تشهدها المنطقة على مدار السنة، بل تتجاوز أحيانا في بعض المناطق المعدل السنوي المعتاد، حيث سجلت 250 ملم في طاطا، و203 ملم في تنغير، و114 ملم في فكيك، و82 ملم في ورزازات.