فشلت جماعة الدارالبيضاء حتى حدود شهر شتنبر الجاري في إعطاء الانطلاقة الرسمية للخطين الثالث والرابع لترامواي العاصمة الاقتصادية، رغم الترويج لوعود بدخول الخطين للخدمة في شهر يونيو المنصرم. ورغم تهيئة محطات الخطوط الجديدة وتجهيزها بأحدث التقنيات، وانطلاق العربات في رحلات تجريبية منذ أشهر، إلا أن التأخر في إطلاق خدمة الخطين الثالث والرابع يظل غامضًا في ظل غياب أي توضيحات رسمية من الجهات المسؤولة. وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لجريدة "العمق"، إن جماعة الدارالبيضاء فشلت في تسلم العدد المطلوب من عربات الترامواي، وأن الشركة المتعاقد معها تسلم المجلس عربتين في الشهر، في حين أن العدد المتفق عليه يتجاوز ذلك بكثير، وفقًا للمصادر ذاتها. ورجحت مصادر متطابقة أن التأخير قد يكون ناجمًا عن أعطاب تقنية شابت مشروع مسارات الخطين الثالث والرابع، مما ساهم في تأخير إطلاق المشروع، وهو ما نفته مصادر مسؤولة في الجماعة نفسها، مؤكدة أن عملية تدشين الخطين الثالث والرابع ستتم خلال الأيام القليلة المقبلة من شهر شتنبر، في حفل تدشين يليق بقيمة المشروع. وفي هذا الصدد، قال أحمد بريجة، المسؤول بمجلس جماعة الدارالبيضاء، إن الانطلاقة الرسمية للخطين الثالث والرابع لترامواي الدارالبيضاء ستكون في أقرب الآجال لتعزيز منظومة النقل الحضري الجماعي بالمدينة. وأضاف بريجة في تصريح لجريدة "العمق"، أن الجماعة تتعهد بتقديم خدمات نقل بجودة عالية، مؤكدًا أن التأخر في إطلاق الخطين الجديدين لم يكن اختيارًا، وإنما طبيعة المشروع تتطلب بعض الوقت للتمكن من الوفاء بجودة خدمات الترامواي. من جهتها، أكدت مصادر مسؤولة داخل شركة الدارالبيضاء للنقل لجريدة "العمق"، أن مشروع الخطين الثالث والرابع لترامواي الدارالبيضاء جاهز منذ نهاية سنة 2023، ولا توجد أي أعطاب تقنية كما يروج لها البعض. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تسليم عربات الترامواي لا يتم دفعة واحدة، وهذا الأمر معروف، بل يتم تدريجيًا حسب البرنامج المتعاقد عليه، وهو ما تم بالنسبة للخطين الثالث والرابع. لكن العربات اليوم لا تشكل عائقًا إذ تتوفر شركة الترامواي على العدد الكافي المتعاقد بشأنه، والأشغال انتهت في الوقت المحدد، بل وانتهت في وقت قياسي مقارنة مع مشاريع ترامواي في دول أخرى التي تستمر إلى خمس سنوات. وشددت المصادر التي تحدثت إليها جريدة "العمق" على أن البنية التحتية للخطين الثالث والرابع لترامواي الدارالبيضاء جاهزة منذ نهاية 2023، وفي 2024 أطلقت الشركة المعنية تجارب هذه الخطوط، وهو أمر طبيعي لضمان سلامة المشروع وجودته. عملية التجارب هذه تشمل كل عربة على حدة، ثم تشمل الوحدات الكهربائية، وتنتقل إلى تجربة كافة العربات دفعة واحدة. هذه التجارب، وفقًا للمصادر، تتم وفق المعايير المتفق عليها وتتم بنجاح. وأكدت المصادر بشركة الدارالبيضاء للنقل أن مشروع الخطين الثالث والرابع جاهز، في انتظار تحديد تاريخ محدد من طرف السلطات المعنية لإطلاق الخطين الجديدين. وسيخدم الخط الرابع للترامواي 19 محطة بالعاصمة الاقتصادية، على مدى 12.5 كيلومترًا. ويشمل خط T4 شارع عقبة بن نافع، وادريس الحارثي، وادريس العلام، والقوات المساعدة، وشارع النيل، وأنوال، و10 مارس، وولاد زيان، وساحة النصر، ورحال المسكيني، ثم شارع علال الفاسي، ومنتزه جامعة الدول العربية. في المقابل، يمتد الخط الثالث على مسافة 14 كيلومترًا ب20 محطة. وسيعبر هذا الخط من شارع عبد القادر الصحراوي شرق البيضاء، وسينتهي مساره في محطة ميناء الدارالبيضاء، مرورًا بشوارع إدريس العلام، وإدريس الحارثي، ومحمد السادس، وساحة النصر، وصولًا إلى محمد سميحة.