علمت جريدة "العمق" من مصادر مطلعة، أن السلطات المغربية فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل الإحاطة بكافة الظروف والملابسات المرتبطة بقيام قارب للحرس المدني الإسباني بصدم قارب سياحي مغربي قرب سواحل مليلية. جاء ذلك بعد تداول مقاطع فيديو توثق لمناورة خطيرة قامت بها عناصر الحرس المدني الإسباني على متن قارب مطاطي كبير، في محاولة لمنع تقدم قارب سياحي في اتجاه سواحل مدينة مليلية المحتلة. وأفادت مصادر محلية بإقليم الناضور، بأن هذا الحادث وقع بتاريخ 25 غشت 2024، ويتعلق الأمر بمحاولة للهجرة السرية نفذها 4 أشخاص، من بينهم فتاة واحدة، قاموا بالإبحار على متن قارب سياحي في اتجاه سواحل مليلية المحتلة، دون امتثال لتحذيرات دورية الدرك الملكي البحري التي قامت بملاحقة القارب بهدف توقيفه. وأضافت المصادر أنه عند اقتراب المعنيين بالأمر من سواحل المدينةالمحتلة، تدخلت عناصر الحرس المدني الإسباني على متن قارب مطاطي كبير في محاولة منها لمنع تقدمهم. وبحسب المصادر ذاتها، فبعد محاولات تحذيرية عدة، قامت العناصر الإسبانية بمناورة خطيرة تجلت في صدم القارب السياحي من الخلف، مما أدى إلى انقلابه وسقوط الأشخاص الأربعة في مياه البحر. وأوضحت المصادر ذاتها أن عناصر الدرك الملكي البحري تدخلت لتقديم المساعدة والإغاثة للأشخاص الأربعة، الذين جرى نقلهم نحو مركز الدرك الملكي بميناء بني أنصار. وكشفت ذات المصادر أن أحد الأشخاص الأربعة تعرض لحالة إغماء، استدعت توجيهه إلى المستشفى الإقليمي بالناضور حيث تلقى الإسعافات الضرورية قبل مغادرته المستشفى في حالة عادية. موجة الهجرة سباحةً بسبتة يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدن الشمالية المحيطة بمدينة سبتة، حالة من الاستنفار الأمني الكبير خلال الأيام الأخيرة، بسبب تصاعد موجة الهجرة السرية عبر السباحة نحو سبتةالمحتلة، الأمر الذي دفع بالسلطات الأمنية إلى تكثيف جهودها لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية. وطيلة الأيام الماضية، أوقفت السلطات العمومية المغربية المئات من المرشحين للهجرة السرية، أثناء محاولتهم التسلل إلى سبتةالمحتلة سباحةً وعبر الدراجات المائية "جيت سكي"، حيث تم اعتراض مجموعة منهم في البحر من طرف فرق البحرية الملكية والدرك البحري قرب سواحل الفنيدق، وآخرين وسط المدينة وضواحيها ضمن حملات تمشيطية ودوريات أمنية متحركة وثابتة. وأمس الأحد، تمكن عدد من الشباب والقاصرين من الوصول إلى مدينة سبتةالمحتلة سباحةً، مستغلين الظروف الجوية الضبابية التي تعرفها المنطقة خلال الأيام الجارية، حيث اختلطوا بالمصطافين المحليين بسبتة، مما تسبب في حالة من الفوضى والارتباك. وأوضحت وسائل إعلام إسبانية، أن قوات الحرس المدني الإسباني تدخلت لمطاردة المهاجرين، مشيرة إلى إصابة أحد ضباط الشرطة الوطنية بعد تعرضه لهجوم بالحجارة، حيث جرى نقله إلى مركز صحي، قبل أن يتم توقيف 17 قاصرًا ونقلهم إلى مركز إيواء بسبتة. في ذات السياق، علمت جريدة "العمق" أن السلطات المغربية تمكنت، أمس الأحد، من توقيف أزيد من 700 شخص من جنسيات مختلفة، بينهم مغاربة، جزائريون، تونسيون، سوريون، يمنيون ومن بنغلاديش. وأوضح مصدر مطلع لجريدة "العمق"، أن هؤلاء المرشحين استغلوا كثافة الضباب والتوافذ الكبير للزوار الذي تعرفه المدينة، من أجل مباغثة القوات المكلفة بحراسة الشواطئ والارتماء في البحر دون الاكتراث بهيجانه. وبحسب المصدر ذاته، فقد تم الموقوفين القاصرين إلى مركز الرعاية الاجتماعية بمدينة مرتيل، في حين تم تفعيل المتابعة القضائية في حق الراشدين منهم، خصوصا الذين تبث في حقهم حالة العود. وفي إطار التنسيق الثنائي بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، علمت الجريدة أن إسبانيا قامت بالإرجاع الفوري لجميع المرشحين الذين تمكنوا من الوصول إلى الثغر المحتل، اليوم الأحد. وأول أمس السبت، أفاد مصدر مطلع لجريدة "العمق"، بأن السلطات المغربية أوقفت 718 مرشحا للهجرة بالفنيدق، معظم هؤلاء الأشخاص قادمون من تطوان وطنجة والقصر الصغير وشفشاون ووزان الحسيمة والجبهة والعرائش والدارالبيضاء وسلا والرباط والجديدة وتاونات ومكناس وتارودانت وشيشاوة ومراكش. وبحسب المصدر ذاته، فقد تمكنت البحرية الملكية المغربية والدرك الملكي من اعتراض أزيد من 500 شخص داخل البحر، بينما تمكنت البحرية الإسبانية من اعتراض نحو 100 شخص آخر، تم تسليمهم جميعا إلى السلطات المغربية. وفي حادث مأساوي، تم انتشال جثة شاب غرق قرب شاطئ ألمينا بتراب جماعة المضيق، حيث نُقلت جثته إلى المستشفى المحلي بالمضيق لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة. في المقابل، قدمت مصالح الأمن 34 مهاجرا من الذين تم توقيفهم بسبتة وإعادتهم للمغرب، في الأيام القليلة الماضية، أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتطوان، فيما تم وضع 16 جزائريًا رهن تدابير الحراسة النظرية. وفي هذا السياق، فتحت السلطات المختصة بالمضيق تحقيقاً في حادثة انطلاق يخت صغير من ميناء ترفيهي بالمنطقة، قبل أن يتم ضبطه من قبل دورية للدرك البحري في المياه الدولية وهو يحمل على متنه مجموعة من المهاجرين السريين، بينهم قاصرون. وبحسب ما توصلت به جريدة "العمق" من مصادر مطلعة بالمنطقة، فقد تم حجز اليخت المذكور من طرف مصالح الدرك البحري، وإحالة الملف إلى النيابة العامة المختصة لاستكمال التحقيقات وتحديد المسؤوليات. وأفادت مصادر الجريدة بأن السلطات الأمنية، بما فيها الدرك الملكي والمصالح المختصة، رفعت مستوى الجاهزية بعد رصد تزايد غير عادي في محاولات الهجرة السرية من الشواطئ القريبة من باب سبتة. إلى جانب ذلك، قامت السلطات الأمنية بضبط سيارات للنقل السري تستخدم لنقل القاصرين من مدينة تطوان نحو الفنيدق بغرض تسهيل عملية الهجرة السرية. كما تم ضبط سيارات أجرة من الصنف الكبير على متنها مهاجرين سريين، إضافة إلى حجز معدات وأدوات تُستخدم في عمليات السباحة والهجرة. وفي إطار تعزيز الإجراءات الأمنية، تم تكثيف التواجد الأمني على طول سواحل الفنيدقوالمضيق، بهدف منع محاولات التسلل إلى سبتة عبر السباحة واستغلال المرافق الترفيهية البحرية لتهريب المهاجرين. وبالموازاة مع ذلك، تتواصل عمليات تنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية لإعادة المهاجرين الذين يتمكنون من الوصول إلى سبتة، فيما يتم التحقيق في ملفات التحريض على الهجرة واستغلال القاصرين، بالإضافة إلى تعقب المتورطين في الاتجار بالبشر، وفق ذات المصادر. وشددت مصادر "العمق" على أن جميع المتورطين في هذه الجرائم سيتم تقديمهم إلى القضاء، حيث ينتظرهم عقوبات رادعة بموجب القانون، في إطار الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة الهجرة السرية وملاحقة الشبكات الإجرامية التي تستغل أوضاع المهاجرين لأغراض غير مشروعة. وفي وقت سابق، علمت جريدة "العمق" من مصدر مطلع أن السلطات القضائية بمدينة تطوان، قررت في خطوة غير مسبوقة، متابعة كل المرشحين للهجرة السرية الذين يغامرون سباحة للوصول لشواطئ سبتةالمحتلة، والذين تعيدهم السلطات الإسبانية في إطار الإرجاع الفوري. وأفاد مصدر "العمق" بأن هذا القرار جاء بعد الارتفاع الكبير لمحاولات الهجرة التسلل إلى سبتة سباحةً وعبر الدراجات المائية "جيت سكي" خلال فصل الصيف الجاري، حيث يستغل المرشحون للهجرة الضباب الكثيف والإقبال الكبير للزوار على الشواطئ لتنفيذ محاولاتهم. وبحسب مصدر الجريدة، فإن من بين هؤلاء المرشحين للهجرة السرية الذين أعادتهم إسبانيا إلى المغرب، من كان في حالة فرار من العدالة أو تم ضبطه في حالة تلبس بحيازة أشياء غير مسموح بها ويعاقب عليها القانون. وأوضح المصدر أن هذا القرار يأتي في ظل "تعريض هؤلاء المرشحين للهجرة السرية، حياتهم وحياة الغير للخطر، والدخول إلى منطقة أمنية محظورة، وخلق الفوضى والتجمهر، وتشجيع القاصرين على الارتماء في البحر دون الاكتراث بمخاطر هذه المغامرة غير المحسوبة العواقب".