أغلق محمد غنابالي، عمدة إيل سان دوني الفرنسية جناح المشجعين المغاربة بمحطة "أفريكا ستاسيون" الذي يحتضن فعاليات احتفالية وفنية على هامش الألعاب الأولمبية بباريس، ردا على الفنانة المغربية سعيدة شرف التي تغنت بالصحراء المغربية وشكرت الرئيس إيمانويل ماكرون على موقفه المساند للوحدة الترابية للمملكة، خلال الحفل الذي أقامته بالجناح. وعلمت "العمق" أن محمد غنابالي عمدة إيل سان دوني، وهو سياسي يساري ذي أصول سينغالية متزوج من جزائرية ومعروف بعلاقته القوية بالسفير الجزائري أعطى تعليمات صارمة لجميع الفنانين المغاربة المشاركين في إحياء حفلات "أفريكا ستاسيون" من أجل عدم ذكر الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي لم تستجب له سعيدة شرف والجمهور المغربي الذي تفاعل معها. واعتبر مجلس مدينة "إيل سان دوني" الفرنسية، في بلاغ نشره عقب إثارة قرار الإغلاق لغضب المشجعين المغاربة، أن ما قامت الفنانة الصحراوية سعيدة شرف "موقف سياسي يخالف قواعد الالتزام بالحياد وروح الوحدة"، مشيرا إلى أن العمدة اضطر بعد "ذكر سعيدة شرف للصحراء المغربية وشكرها للرئيس الفرنسي في مناسبتين إلى التدخل شخصيا لثنيها عن ذلك". وأضاف البلاغ، أن الجمهور المغربي قابل تدخل العمدة أثناء الحفل ب"إطلاق صيحات الاستهجان والهتاف بمغربية الصحراء"، منتقدا "تقاعس المسؤولين المغاربة الحاضرين وعدم تدخلهم لا أثناء الحفل ولا بعده، للتأكيد على أن هذا ليس المكان المناسب، والاعتذار عن الوضع، وإعادة تأكيد الالتزامات التي تم التعهد بها"، لافتا إلى أنه "لم يتم تقديم أي اعتذار من القنصلية أو السفارة إلى مجلس المدينة خلال ال 36 ساعة التي تلت الحدث". من جهتها عبرت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيلموميل عن استنكرها للقرار "المتحيز" لعمدة "إيل سان دوني"، مشيرة إلى أن إنهاء اتفاق توفير المجال العام لمحطة "أفريقيا" الموقع في 16 يوليوز "حرم المغرب ومواطنيه الذين يعيشون في المنطقة من لحظة كبيرة من الاحتفال بالقارة الأفريقية خلال الألعاب الأولمبية في باريس، والاستفادة من التمثيل العادل بنفس الطريقة التي تتمتع بها الدول العشرين، التي من بين 54 دولة في القارة". وقالت القنصلية في "بلاغ"، إن "الإنهاء الأحادي والتعسفي" لمجلس مدينة إيل سان دوني يثير تساؤلات "خطيرة حول دوافع العمدة وامتثاله للالتزامات التي تم التعهد بها"، لافتة إلى أن العديد من أعضاء المجلس البلدي اعترضوا على القرار وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع المغرب. وأشار البلاغ، إلى أن التعبير العفوي للفنانة سعيدة شرف لا يشكل "تسييسا للألعاب، ولا عقبة أمام التزامات الحياد، ناهيك عن عقبة أمام الاتفاق بين البلدان، وإنما يعبر عن الحرية التي تتمتع بها الفنانة المغربية التي تنتمي للأقاليم الجنوبية، والتي سلطت الضوء على حدث حالي يثير اهتمام فرنسا والفرنسيين". واعتبرت القنصلية، أن رد فعل العمدة "المؤسف قدم بعدا سياسيا غير مناسب من خلال اتخاذ تدابير لفرض الرقابة على آراء الفنانين"، مبرزة أن ذلك "يضر بالثراء والتنوع اللذين هما في صميم الروح الشاملة للألعاب الأولمبية"، ومشددا على أن هذه المعاملة "غير عادلة وتمييزية، وتتعارض مع مبادئ الوحدة والأخوة التي تسعى محطة أفريقيا جاهدة لتعزيزها والتي يتحمل العمدة مسؤولية حمايتها". ونبهت القنصلية إلى الإشارات العديدة للجزائر في البيان الصحفي الصادر عن بلدية إيل سان دوني قائلة: "بالنظر إلى العديد من الإشارات إلى الجزائر في البيان الصحفي، تأمل القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيلمومل ألا تتأثر نزاهة قرار العمدة بالاعتبارات الشخصية أو الروابط الأسرية المعروفة أو القرب السياسي الذي لا يخفيه". ولفتت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيلمومبل في بلاغها، إلى أنها "حافظت دائما على علاقات جيدة جدا مع الممثلين المنتخبين في بلدية إيل سان دوني"، وتنتظر "اعتذارا عن هذا الانزلاق الخطير والمتهور لعمدة المدينة وتحتفظ بالحق في اتخاذ التدابير المناسبة للمطالبة بالتعويض".